نبض رياضي.. المحترفون الأجانب ليسوا الحل
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
حالة من التفاؤل خلفها نجاح دوري كرة السلة للسيدات والرجال هذا الموسم، خصوصاً أن مراحله النهائية كانت محط اهتمام الكثير من وسائل الإعلام العربية، التي تغنت بالإثارة والمتعة التي شهدتها المباريات مع الحضور الجماهيري منقطع النظير والأجواء الكرنفالية التي زينت المدرجات وأعادت الأيام الخوالي لمسابقاتنا السلوية.
هذا النجاح ساهم فيه إقرار مشاركة لاعبين ( عربي ، أجنبي ) مع فرق الرجال، ولاعبة مع فرق السيدات ، حيث ظهرت إيجابيات هذه المشاركة على أرض الملعب فارتقى المستوى وزالت الفوارق التي كانت موجودة في الأدوار الأولى، بل إن الكثير من الكوادر تمنت لو شارك المحترفون الأجانب منذ بداية المسابقة.
التجربة الجريئة لاتحاد السلة في هذا المجال شجعت اتحاد الكرة الجديد على اتخاذ قرار مماثل مع السماح بالتعاقد مع لاعبين اثنين أجانب أو عرب لفرق الدوري الممتاز في الموسم المقبل، على أمل أن تكون الآثار إيجابية على كافة الصعد.
لكن المثير للانتباه أن اتحاد الكرة نسي أو تناسى أن أندية الدوري المسمى ظلماً بالممتاز، ليست قادرة على الصرف على لاعبيها المحليين وجلها إن لم نقل كلها، ترزح تحت ضغط الديون من جهة وتحت رحمة الشركات الراعية من جهة أخرى، وبالتالي توفير السيولة المالية الكافية لتأمين محترفين على سوية جيدة تبدو غير متوفرة بالمطلق، اللهم إذا استثنينا أندية تمتلك رعاة أو داعمين وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.
إقرار تواجد المحترفين وكمية الأموال التي ستصرف عليهم، لفت الأنظار لقضية الملاعب التي تصلح لكل شيء إلا لكرة القدم، فكيف سنطلب من محترف سيكلف الآلاف بالعملة الصعبة أن يقدم ويؤدي وأرض الملعب لا تسمح بإكمال تمريرتين متتاليتين بشكل صحيح؟
لاشك أن اللاعب الأجنبي له فوائد فنية وتسويقية وحتى جماهيرية، لكنه ليس الحل الأمثل لتطوير مسابقاتنا المحلية الكروية في هذا التوقيت تحديداً، لانعدام المقومات اللازمة، فقبل التفكير في محترف مكلف مالياً يجب أن نعرف كيف نقيم مسابقة يعرف موعد بدايتها ونهايتها، وتجري منافساتها بصورة طبيعية وبشكل مقبول من النواحي اللوجستية التي تبدو كرتنا مفتقدة لها.