49 مليوناً معرضون لخطر المجاعة
سمر سامي السمارة
توصّلت دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، إلى أن الحروب والتغيّرات المناخية المتزايدة، دفعا عدد الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة على المستوى العالمي إلى أعلى مستوياته حتى وصل
إلى 49 مليون شخص!.
وتشير الدراسة التي نُشرت مؤخراً، إلى أن “التداعيات الخطيرة الناجمة عن الحروب” والتغيّرات المناخية القاسية المتزايدة، تعدّ عوامل رئيسية لزيادة المجاعة في جميع أنحاء العالم، حيث تسعى البلدان ذات الدخل المنخفض جاهدة للتغلب على أسعار الغذاء العالمية غير المسبوقة وتجنّب كارثة إنسانية.
يقول الخبير الاقتصادي في منظمة الأغذية والزراعة أوبالي غالكيتي: “نظراً للارتفاع الكبير في أسعار المدخلات، والمخاوف المتعلقة بالطقس، وانعدام استقرار اليقين في السوق، فإن توقعات الفاو الأخيرة تشير إلى احتمال تشديد الضغط على أسواق المواد الغذائية، مع احتمال وصول فواتير استيراد المواد الغذائية إلى مستويات قياسية جديدة”.
كما لاحظت الدراسة أنه من بين نحو 50 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في جميع أنحاء العالم فإن 750 ألفاً هم في “كارثة” حقيقية، وهي المرحلة الأكثر خطورة من مقياس انعدام الأمن الغذائي للأمم المتحدة. وتشير الدراسة إلى أن إثيوبيا ونيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن من بين البلدان التي تعاني من أسوأ حالات الجوع وسوء التغذية الحاد.
في شرق إفريقيا، من المرجح أن يؤدي النقص في معدلات هطول الأمطار الذي قد يصل إلى 60٪، فضلاً عن نوبات الجفاف الطويلة المسجلة في أجزاء كبيرة من الصومال وجنوب وشرق إثيوبيا وشرق كينيا، إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي.
وتضيف الدراسة: “تمت إضافة سريلانكا، والبلدان الساحلية في غرب إفريقيا، وأوكرانيا، وزيمبابوي إلى قائمة البقاع الساخنة مقارنة بنسخة كانون الثاني 2022 من هذا التقرير”.
كما يذكر تقرير الأمم المتحدة أفغانستان، كمثال على بلد باقتصاد على وشك الانهيار التام، حيث تواصل إدارة بايدن حجب أصول البنك المركزي للبلاد على الرغم من تفاقم الجوع، وخاصة بين الأطفال.
وتشير الدراسة إلى أن حدوث ظاهرة “النينيا” المتكررة منذ أواخر عام 2020، أثرت على الأنشطة الزراعية، وتسبّبت بخسائر في حجم المحاصيل والثروة الحيوانية في العديد من بلدان العالم، بما في ذلك أفغانستان وشرق إفريقيا.
يقول نائب مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، بريان لاندر، إن ملايين الأشخاص في البلدان ذات الدخل المنخفض في جميع أنحاء العالم “لا يعرفون حرفياً من أين تأتي وجبتهم التالية”. مضيفاً: “إنها ليست دولاً نمتلك فيها صناعة متطورة، وليست دولاً نرى فيها إنتاجاً ضخماً وتدهوراً للبيئة، إنها دول تعيش عواقب الغرب والصناعة التي طورناها”.