معرض الزهور.. فرصة لنشر الوعي البيئي وتشجيع السياحة الشعبية والتعرّف على المنتجين وأصحاب المشاتل
دمشق – بشار محي الدين المحمد
في ظل التعاون والعمل الدؤوب من قبل وزارة السياحة ومحافظة دمشق، وبالتعاون والتنسيق مع وزارات: الزراعة والثقافة والتربية، بهدف تفعيل مخرجات السياحة، خاصة الداخلية الشعبية، وترويج وتسويق المنتج الزراعي النباتي بأفضل الطرق، مع التعريف بالمنتجات التي تشتهر بها البلاد من أزهار ونباتات عطرية، ونشر طرق الاستفادة منها صناعياً، وتعميق قيمها المضافة، إضافة لتحقيق الترفيه للعائلة، خاصة في ظل بدء العطلة الصيفية للأطفال، حيث تبدأ بالتزامن مع المعرض مجموعة من النشاطات الفنية والترفيهية والثقافية المتنوعة، مع عروض لفرق الفنون الشعبية ومسرحيات وفقرات غنائية، كما تعقد مجموعة من الندوات والبرامج التعليمية المتعلقة بالنباتات والزهور، انطلق مساء أمس في حديقة تشرين بدمشق معرض الزهور الدولي بنسخته الـ 42، بالتزامن مع مضي 50 عاماً على تأسيس وزارة السياحة.
ووفقاً للجهات المنظّمة فقد شاركت في المعرض 200 شركة متخصصة من القطاع العام والخاص أتت من سبع محافظات، تخصصت كل منها بجناح يتضمن النباتات المميزة لكل محافظة، ومن دول عربية كلبنان والعراق والسودان، وامتدت على أرض المعرض في حديقة تشرين المشاتل بأنواعها وأشكالها، إضافة لأجنحة منتجي العسل والنباتات العطرية والعشبية، أهمها الوردة الشامية التي حققت أعلى القيم المضافة من بين تلك النباتات، إضافة لمشاركات متنوعة لمنتجات المرأة الريفية، والحرف التقليدية واليدوية، والمأكولات، وألعاب الأطفال.
وأكد وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني أنه تم تقديم جميع التسهيلات بالمشاركة مع وزارة الزراعة للمشاتل المحلية، ومن الدول العربية، آملاً بالزيادة التدريجية للمشاركات سواء المحلية أو العربية مستقبلاً، وذكر أن عدد المشاركات هذا العام كانت ضعف مشاركات العام الماضي، وهي نقطة إيجابية تصب في خانة نجاح المعرض وتحقيقه لأهدافه رغم سنوات التوقف خلال الحرب، وظروف الحصار وتبعاته، وذهب مرتيني إلى ضرورة نشر الوعي البيئي من خلال المعرض، وتحقيق التوجهات بتشجيع السياحة الشعبية والداخلية للعائلة، وتقديم ما يمكن تقديمه للمواطن السوري في ظل الظروف التي نعيشها جميعاً لتكون لنشر البهجة والسرور.
من جانبه وزير الزراعة الدكتور محمد حسان قطنا ذهب إلى أن المعرض أقيم في دمشق بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من المشاركين والزوار للحضور إليه، مؤكداً أنه يشكّل فرصة لوزارة الزراعة للتعرف على المنتجين وأصحاب المشاتل، وسماع مشكلاتهم وطروحاتهم بشكل يساعد على حل تلك المشكلات، كما أنه فرصة للعائلة لمشاهدة مناظر الورود التي تبث البهجة في النفوس.
وأشار وزير الزراعة إلى أن مشاركتهم تهدف لإبراز نشاطات الوزارة في إنتاج الغراس المثمرة والحراجية، وكيفية تشكيل الحدائق وتزيينها ببعض التشكيلات الحجرية أو الخشبية التي تعطي لمحة جمالية لهذه الحدائق، وأكد قطنا أن الوزارة فتحت استيراد النباتات، ومنحت الموافقات اللازمة بغية ذلك، وأن عدة دول أخرى كانت تريد المشاركة، لكن يد العدوان الغادرة أعاقت وصولها، مشيراً إلى أن المعرض يشكّل فرصة تنافسية أمام كل منتجي نباتات الزهور، ونباتات الزينة بهدف الوصول إلى الإنتاج الأفضل، وإمكانية التقدم خطوة إلى الأمام.
محافظة دمشق شاركت عبر جناح شكّلته مديرية الحدائق لتعكس صورة عن خدماتها المقدمة ضمن دمشق وحدائقها، إضافة لجناح لمديرية البيئة يعنى بعمليات تدوير الورق والبلاستيك، والاستفادة من ذلك بتحقيق الجمالية، وأكد محافظ دمشق المهندس عادل العلبي أنه توجد دورات تدريبية للأطفال بإعادة التدوير، وأن المعرض عموماً يشكّل صلة تواصل بين الزراعيين والمشاتل الخاصة، ويحقق تبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص ضمن قطاع الحدائق، مشيداً باهتمام أهالي دمشق بالأزهار بأنواعها، وشغفهم بزيارة هذا المعرض، ما شجع محافظة دمشق لتقديم كل الخدمات والبنى التحتية الممكنة لنجاحه.
ولفت مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور أحمد دياب إلى أن الزائر لجناح وزارة الزراعة سيجد تشكيلة من الأشجار المتنوعة، ويطلع على الأشجار الحراجية والمثمرة بمواصفات مثالية، بالإضافة إلى مجموعة من الأشكال الهندسية التي هي إعادة تدوير للمواد المنتجة من الطبيعة، والتي صممت من قبل كوادر مديريات الاقتصاد الزراعي والحراج والتنمية الريفية، داعياً الجميع لزيارة المعرض للاطلاع والاستفادة منها في البيوت أو أي مكان.
بدورها مديرة التنمية الريفية في وزارة الزراعة الدكتورة رائدة ديوب أوضحت أن المديرية شاركت ببعض المهن والحرف التقليدية والتراثية التي يتميز بها ريفنا السوري، مؤكدة أن مشاركتهم إثبات لحضور المرأة في كافة قطاعات المجتمع بالدرجة الأولى، وتم التركيز ضمن جناحهم على صناعات القش والجزادين والجلديات والصدفيات والفخار والبسط التقليدية، وتسليط الضوء على تلك الصناعات الآخذة بالانقراض بهدف إعادة إحيائها ولو بأشكال رمزية مصغرة للزينة، مشيرة إلى أن بيع تلك المنتجات يتم بأسعار منافسة مع الحفاظ على أعلى مستويات الجودة.
ويرى مدير الحراج في وزارة الزراعة باسم سلوم أن مشاركة مديرية الحراج ودوائر الحراج في المحافظات في المعرض تجسّد رؤية وواقع الحراج والأنواع الموجودة في مواقعهم التي يشجعون على تحريجها والنباتات الحراجية، وأهمها نبات الخرنوب، إضافة للتشجيع على السياحة البيئية التي تشكّل جزءاً من الطبيعة التي تم الحرص على رفدها بمنشآت غير ثابتة كالمقاعد الخشبية، مؤكداً أن المديرية ركزت على الإعلام والإرشاد الحراجي من خلال عرض مجموعة من اللوحات المتضمنة إعلانات ضمن جناحهم.
بدوره بيّن عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لقطاع الثقافة والسياحة والآثار فيصل سرور أنه تم إنجاز أعمال التحضيرات الواسعة لمكان المعرض من خلال تنظيف مجرى نهر بردى، وصيانة الحديقة، وتنسيق الأزهار فيها، وتركيب أجهزة إنارة، وتم توزيع الأجنحة بشكل متناسق يتناسب مع جمالية المكان، وتجهيز مواقف خاصة للسيارات.
وخلال استطلاعنا لآراء المشاركين أكدوا سعيهم لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المهتمين، والتعريف بمنتجاتهم بأنواعها التجميلية والغذائية والطبية، مع منح العروض، إضافة إلى الحسومات الخاصة بأسر وذوي الشهداء وجرحى الحرب، كما أكد العديد منهم على حرصهم الدائم للمشاركة بهذا المعرض، وإنجاح كل نسخه.