التبديل والتغيير في المؤسسات الرياضية.. تصفية حسابات أم تصحيح مسار؟
ناصر النجار
فوجئ الشارع الرياضي أول أمس بجملة من القرارات التي طالت بعض المؤسسات الرياضية بالتبديل والتغيير والإعفاء والحل، في ظاهرة باتت معروفة ومتواصلة فترة بعد أخرى لدرجة أن الكثير من المؤسسات الرياضية باتت لا تنعم بالاستقرار، وبعضها الآخر على فوهة بركان.
الشارع الرياضي ينقسم هنا إلى قسمين: الأول يرى أن القيادة الرياضية مسؤولة عن العملية الرياضية، وبالتالي لها كامل الحرية بالتبديل والتغيير طالما وجدت تقصيراً أو خللاً في مكان ما؛ والثاني يرى أن الدعوة للانتخابات هي الحل الأمثل طبقاً للقانون الرياضي ونظامه الداخلي، ويعتبر أن التغيير لم يكن صائباً بكل القرارات السابقة، فلم يكن الجدد أفضل من القدامى.
واتجه أنصار هذا القول إلى تغييرين حصلا بوقت واحد: أولاً حل اتحاد كرة الطاولة وتشكيل لجنة مؤقتة حتى موعد الانتخابات، بينما كان القرار الثاني متناقضاً مع الأول وهو حل اتحاد كرة المضرب وتشكيل اتحاد جديد دون الدعوة إلى انتخابات، فلماذا هذا التباين والاختلاف بين الاتحادين؟
وفيما يخص إعفاء رئيس تنفيذية حمص، فإن القرار على ما يبدو كان جيداً لأن أغلب وسائل التواصل الاجتماعي باركت هذا القرار، لكن الغرابة في الأمر – كما قال متابعون – أن رئيس تنفيذية حمص المعفى أعلن قبل فترة استقالته، ثم أعيد إلى مكان عمله، وها هو اليوم يعفى بعد شهرين من استقالته، فهل يتعلق الأمر بشيء نجهله ولا نعرف كواليس أسراره؟
أما قرار حل تنفيذية اللاذقية وتشكيل لجنة تنفيذية جديدة فقد لاقى الكثير من ردود الأفعال السلبية التي رأت أن التنفيذية الراحلة ظلمت بهذا القرار الذي لم تظهر دواعيه وتعليل سبب الإعفاء، فهل تدخلت المصالح الشخصية (كما يقولون) في الحل والتشكيل؟.
نادي المجد أكثر الأندية استقراراً في الموسمين الأخيرين، وقرار تعيين رئيس جديد للنادي خلفاً للرئيس المستقيل لأنه صار رئيساً لاتحاد كرة القدم يأتي تحت بند القرار الصحيح، لأن الرئيس الجديد له بصمات ناجحة في نادي المجد كداعم ومتابع للفريق الكروي، وللنادي بشكل عام.
الحالة المستعجلة التي باتت بحاجة إلى تدخل سريع هي حالة ناديي الكرامة والجزيرة، والناديان بلا إدارة، والموسم الكروي على الأبواب، وفريقاهما من عداد الدوري الممتاز.
مشكلة الناديين مادية بالدرجة الأولى: الكرامة النادي العريق يعاني من ضائقة لم يشهدها منذ سنوات، وهو أمام عجز مالي كبير لديون مستحقة على النادي تجاه الكوادر واللاعبين والشركات وغيرها، لذلك لا بد من الإسراع بتشكيل إدارة قادرة على إحداث التوازن المالي بين موسمين.. والكلام نفسه ينطبق على الجزيرة الذي على وشك الاعتذار عن المشاركة بالدوري لأسباب مالية وإدارية، لذلك يجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان.