الخلافات السياسية في “إسرائيل” تُعلّق حلّ الكنيست مؤقتاً
البعث – وكالات:
دخلت الخلافات بين الطبقة السياسية في “إسرائيل” مرحلة جديدة من الشدّ والجذب، فبعد تصديق الكنيست الإسرائيلي أمس على حل نفسه طواعية، علّق رئيس لجنة الكنيست نير أورباخ العملية حتى يوم الاثنين القادم لمنح المعارضة بقيادة حزب “الليكود” بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، فرصة لتشكيل ائتلاف بديل وتجنّب انتخابات مبكرة.
ويتطلب استكمال القانون الذي يُلزم الكنيست حل نفسه طوعاً اجتيازه مراجعتين في لجان برلمانية وثلاث قراءات أخرى، ومحطته التالية هي لجنة الكنيست، التي يترأسها أورباخ، وبرفضه عقد جلسة للجنة حتى يوم الإثنين، يؤخّر تحويل مشروع القانون إلى المراجعة الأولى في اللجنة، وهي عقبة ضرورية قبل التصويت المقبل.
وبمجرد اجتماع لجنة الكنيست يوم الإثنين، من المتوقع أن يرسل الائتلاف الحاكم مشروع قانون حل الكنيست إلى لجنة الدستور والقانون والعدل التي يفضّلها أكثر، ويرأسها عضو الكنيست غلعاد كاريف (حزب العمل)، من أجل عملية مراجعة عاجلة، وأقرب موعد ممكن لحل الكنيست هو يوم الإثنين، ولكن قد تمتدّ العملية حتى الأسبوع المقبل.
وأورباخ هو عضو الكنيست الأخير الذي ينسحب من حزب “يمينا” الحكومي بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وأفادت تقارير بأن أورباخ كان قد حصل على وعد بموقع مضمون في قائمة الليكود للكنيست على تمرّده ضد الائتلاف، واعتبر يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي أن مقايضة مركز مضمون في قائمة الحزب مقابل أصوات ضد الائتلاف بمنزلة خطوة “غير قانونية”، وقال: سيتم التحقيق في مثل هذا السلوك. بينما قال نتنياهو: إن لديه عدداً من المواقع الآمنة في قائمة الحزب لتوزيعها، وإنه سيأخذ في الاعتبار حقيقة أن مشرّعين مثل أورباخ ظلّوا مخلصين “للأيديولوجية”.
وفي الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الأول من تشرين الثاني المقبل هو على ما يبدو الموعد المرجّح لإجراء انتخابات الكنيست.
وفي الوقت الذي يتفاوض فيه نواب من الائتلاف والمعارضة على موعد لإجراء جولة انتخابية خامسة في غضون أقل من أربع سنوات، لم يتم التوصل بعدُ إلى اتفاق بين الجانبين بشأن هذه المسألة، وحسبما ورد، يربط الجانبان موعد المحادثات بتشريع مثير للجدل يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة مستقبلية، ويحاول عدد من أعضاء الكنيست في الائتلاف الإسراع في طرحه على الكنيست للتصويت عليه قبل حل الكنيست، ويمثُل نتنياهو حالياً للمحاكمة في تهم كسب غير مشروع تعود إلى الفترة التي كان فيها رئيساً للوزراء.
كذلك يضغط عضوا الكنيست البارزان من المعارضة يريف ليفين ويوآف كيش، وكلاهما من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، من أجل إجراء الانتخابات في شهر تشرين الأول، في حين يسعى النائب عن حزب لابيد، “يش عتيد”، والعضو في الائتلاف إلى إجرائها في منتصف تشرين الثاني، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الليكود إبعاد مشرّعين عن الائتلاف، قال عضو الكنيست ميخائيل بيطون من حزب “أزرق أبيض” الشريك في الائتلاف لـ”كان”: إن الليكود قدّم عرضاً له أيضاً.
وقال: “لقد عرضوا عليّ أن آتي، وأنا لن أفعل”، وكرّر أن حزبه لن يتعاون مع الليكود طالما أنه لا يزال تحت قيادة نتنياهو.
وعلى الرغم من أنها في سباق مع الزمن في الوقت الحالي لحل الكنيست، بإمكان المعارضة استبدال الحكومة الحالية بأخرى جديدة دون اللجوء إلى الانتخابات إذا نجحت في حشد دعم أغلبية أعضاء الكنيست لحجب الثقة عن الحكومة قبل أن يتم حل الكنيست رسمياً.