سلمان شريبا: عرض مسرحي واحد سنوياً لا يكفي ونعمل وفق الإمكانيات
“ثمن الخوف” المأخوذ عن “الفيل يا ملك الزّمان” للمسرحي الرّاحل سعد الله ونوس وإعداد وإخراج سلمان شريبا كان العرض الأخير للمسرح العمالي في اللاذقية، وقدّم حينها على مسارح اللاذقية وعلى خشبة المسرح العمّالي في دمشق ضمن فعاليات مهرجان المسرح العمالي المركزي في شهر تشرين الثّاني من عام 1989، وبعد توقّف دام ثلاثين عاماً عاد هذا المسرح إلى نشاطه في عام 2021 بعرض “الطّباخ” أيضاً من إعداد وإخراج سلمان شريبا الذي يشغل ومنذ العام الماضي منصب مدير المسرح العمّالي في اللاذقية. يقول: توقّف المسرح العمّالي في اللاذقية نتيجة ظروفٍ فنيةٍ واقتصاديةٍ، حيث عانينا عدم وجود كوادر وعدم توافر الرّغبة والاهتمام وعدم وجود الدّعم المادي للفرقة، وأعيدت الحياة والرّوح إليه بجهود وإرادة اتّحاد عمّال اللاذقية وبإشرافي فنياً على المسرح بعد تكليفي بإدارته.. عندما تتوافر اﻹرادة والرّغبة واﻹيمان بأيّ شيء تكتب له الحياة من جديد، وهذا ما حصل نتيجة إيماننا بدور المسرح الفنّي والثّقافي في تنمية وتربية الذّوق والحسّ الفنّي لدى طبقتنا العاملة بشكلٍ خاصٍّ ولدى جمهورنا بشكلٍ عام من خلال دور المسرح في طرح أفكار بنّاءة وفاعلة لتطوير اﻹنسان والمجتمع، مضيفاً: عودة المسرح تعيد التّفاعل بين الخشبة والمتفرّج وبين الفنّان والجمهور، ويكون التّفاعل آنياً لحظياً ووجهاً لوجه، حيث اللقاء وتبادل اﻷفكار وطرح الآراء بكلّ وضوحٍ وشفافية مع تبادل الخبرات والرّؤى الفنية، أيضاً من خلال تقديم مختلف أشكال الفرجة المسرحية شكلاً ومضموناً بما يلامس آمال وطموحات وتطلّعات الجمهور.
سنوات طويلة مرّت على توقّف المسرح العمّالي في اللاذقية، وخلالها عاش المسرح السّوري بشكلٍ عام متغيّرات كثيرة وتتالت عليه أجيال مختلفة الفكر والطّموح والشّغف، فما الذي استجدّ عليه من حيث المواهب واستقطابها والتّسهيلات التي تقدّم لها؟ يبيّن شريبا: الفرقة تعتمد على المواهب العمالية وأبناء الطّبقة العاملة ويتمّ رفدها بالمواهب الشّابة باستمرار، وعند الضّرورة الفنية يتمّ التّعاون مع بعض فنّاني المحافظة وفي كلّ المجالات من تمثيل وديكور وإضاءة وموسيقا وأزياء، وهناك اتّفاقية تعاون مع مديرية المسارح والموسيقا في دمشق والمسرح القومي في اللاذقية، إذ يقدّمان لنا الدّعم الفنّي الكامل ﻷنّ النّهضة المسرحية تتطلّب تعاون وتضافر كلّ الجهات المسرحية في القطر لكي يعود المسرح إلى ألقه وتعود المهرجانات إلى نشاطها.
وبالسّؤال عمّا قدّمه مسرح العمّال بعد عرض العودة “الطّباخ”، يجيب شريبا: العام الماضي قدّمنا حفل افتتاح المسرح وقدّمنا عرض “الطّباخ” وكان هناك استعدادات للمشاركة في مهرجان المسرح العمّالي بدمشق الذي تأجّل ﻷسباب لا أعلمها، وهذا العام نتدرّب على عرض جديد بعنوان: “عوّاد بالمرصاد”، وهناك خطّة عمل سنوية طموحة جدّاً بتقديم عروض للأطفال وإجراء دورات إعداد ممثل للمواهب العمّالية وﻷبناء الطّبقة العاملة، لكننا نعاني عدم وجود مقرّ تدريبي خاصّ بالفرقة وعدم وجود ميزانية مالية ثابتة لها.. نحن نطلب المستطاع لكي نطاع في ظلّ الظّروف الاقتصادية الصّعبة، ونتعاون مع رئاسة عمّال اللاذقية لتذليل كلّ الصّعوبات وتأمين كلّ متطلبات الاستمرار والنّجاح.
في العام الماضي قدّم مسرح العمّال عرضاً واحداً، وفي هذا العام على ما يبدو تمّ الاكتفاء بعرض واحد أيضاً، فهل عرض سنوي واحد يكفي للنّهوض بالمسرح العمّالي في اللاذقية خصوصاً والسّوري عموماً؟ يوضّح شريبا: من المؤكّد أنّ عرضاً مسرحياً واحداً لا يكفي، ويجب أن يكون هناك أكثر من عرض وفق برنامج سنوي مخطّط ومدروس لعروض مسرحية متنوّعة للكبار والصّغار مع تبادل للفرق وإقامة المهرجانات بشكلٍ سنوي مبرمج، وللأسف هذا الطّموح ليس متوافراً لكنّه ممكن ﻷنّ اﻷمل بالعمل على الرّغم من الظّروف والصّعوبات والتّحديات.
نجوى صليبه