خطة بايدن المتواضعة في قمة السبع
هناء شروف
أعلن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيطلق مبادرة عالمية للبنية التحتية في قمة مجموعة السبع التي ستعقد في كرون، ألمانيا، 26- 28 حزيران الجاري. لكن لم تفت سوليفان الإشارة إلى أن الهدف من المبادرة هو “مواجهة مبادرة الحزام والطريق في بكين، ولاسيما في المحيطين الهندي والهادئ” على حدّ قوله.
وكان كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي قد وافقوا في قمة مجموعة السبع التي عقدت في بريطانيا في حزيران من العام الماضي على طرح برنامج جديد للبنية التحتية للعالم النامي، ويبدو أن سوليفان يشير إلى الإطلاق الرسمي للبرنامج.
من الواضح أن مبادرة البنية التحتية العالمية التي سيقدمها بايدن في قمة السبع هي “خطة فخمة متواضعة” لا تجعلها أكثر جدوى من سابقتها، لأنه بسبب المدخلات الضخمة المبكرة، والوقت الطويل الذي تستغرقه رؤية العوائد، لم يُظهر مستثمرو الولايات المتحدة من القطاع الخاص أي اهتمام بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية. لذلك لا يزال هناك تحدّ بالنسبة للولايات المتحدة لتحديث بنيتها التحتية أولاً، ولهذا تسارع إدارة بايدن إلى طباعة المزيد من الأوراق النقدية للمضي قدماً في خطتها للاستثمار في البنية التحتية المحلية التي تستهلك الكثير من الدولارات.
في سياق مماثل، أطلقت المفوضية الأوروبية مبادرة “غلوبال غيت وي”، العام الماضي، لجمع 300 مليار يورو بحلول عام 2027 لتعزيز الروابط العالمية، ولكن تبيّن أيضاً أنها صرخة فارغة.
يقدّر بنك التنمية الآسيوي أن آسيا وحدها تحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية لا تقلّ عن 26 تريليون دولار حتى عام 2030، والتي لا تشمل الاستثمار في البنية التحتية اللينة. وعليه من الواضح أنه لا الدول الأوروبية التي يمثل ديونها السيادية بالفعل أكثر من 90 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، ولا الولايات المتحدة التي تتعاقد مع سياسة المال السهل لمحاربة التضخم، ستضع الأموال في “القشرة الفارغة” التي يقدمها بايدن.
صحيح أن التنمية هي مفتاح رفاهية الناس، والبنية التحتية هي أحد مفاتيح التنمية، لكن إطلاق العنان يجب أن يكون لأفعال حقيقية، وليس لدعوات محتملة وكلمات جوفاء!.