المقاومة الشعبية في دونباس تنتصر على النازيين الجدد
تقرير إخباري
يُرجع الكثير من المحللين السياسيين التفوّق الروسي منذ بدء العملية العسكرية التي أعلنتها القوات الروسية لضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس، إلى القوة العسكرية التي يتمتع بها الجيش الروسي واحتلاله المركز الثاني عالمياً، متناسين أو متجاهلين دور التأييد الشعبي والولاء الذي يكنّه سكان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك لوطنهم الأم روسيا، ومتغافلين في كثير من الأحيان عن حقيقة أن العملية الروسية أتت بغية حماية المدنيين في الإقليم من التمييز العرقي والاعتداءات التي ينفذها النازيون الجدد بدعم من المرتزقة الأجانب الذين زُجّ بهم بتكليف من لاعب الدومينو الأساسي البيت الأبيض وبدعم معلن من حلف الناتو الذي يدعم القوات الأوكرانية ليس لوجستياً فقط وإنما عبر الكثير من المرتزقة الذين جنّدهم لقتال روسيا.
فلو كانت غاية الحرب التي تشنّها القوات الروسية غزو الأراضي الأوكرانية كما يقول الغرب، لما كان الجيش الروسي حقق كل هذا التقدم وطهّر العديد من مناطق الإقليم بشكل كامل رغم التفوق التكتيكي الذي تمتلكه القوات الأوكرانية التي تحتل المرتبة الخامسة والعشرين عالمياً، ولما تخاذل القادة الأوكرانيون وتخلوا عن عناصرهم وفرّوا من المفارز وتركوا مواقعهم دون مقاومة تذكر، ناهيك عن أن الجيش الأوكراني يقاتل في الأساس على أرض روسية، ويعتدي على المدنيين ويستخدمهم دروعاً بشرية مثلما حدث في مصنع “أزوت” بمدينة سيفيرودونيتسك وقبله في مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول.
فقد كشفت مصادر أنه خلال تنظيف أراضي المصنع تم العثور على الكثير من الأسلحة والذخيرة من إنتاج أجنبي، التي تم إخفاؤها ووضعها بدقة في مخابئ وأقبية، ما يعني أن المجموعات النازية كانت تستعدّ لدفاع طويل.
وكان في المصنع مرتزقة من بولندا وأكثر من 120 بريطانياً وفرنسياً وأمريكياً في ليسيتشانسك غرب جمهورية لوغانسك يحاولون الفرار عبر مجموعات صغيرة إلى منطقة بافلوغراد وفق ما صرّح به فيتالي كيسيليف، مساعد وزير الداخلية في جمهورية لوغانسك لوكالة “تاس” الروسية، ما يؤكد أن أوكرانيا تخوض حرباً بالوكالة عن الحلف.
وفي موازاة ذلك، يشكو العديد من الجنود الأوكرانيين تخلّي قياداتهم عنهم عند وقوعهم جرحى أثناء المعارك، وهذا يدل على أنهم مجرّد أحجار في أرض المعركة، ومن بين هؤلاء الأسير ميخائيل نستورك الذي كشف تفاصيل الخيانة التي تعرّض لها من رفاق السلاح، قائلاً: إن قادة مجموعته تخلّوا عنه في قرية فولشياروفكا في جمهورية لوغانسك الشعبية، وأمروه بأن يختبئ في قبو بالطابق السفلي، ولاذوا بالفرار، إلى أن عثر عليه الجيش الروسي أثناء تمشيطه للمنطقة بعد تحريرها، وقدّم المساعدة الطبية له.
وعطفاً على انسحاب قادة مجموعة الأسير وتخاذل القوات الأوكرانية وتراجعها بسرعة وتمكّن القوات الروسية من تحرير بعض المناطق دون وقوع إصابة واحدة على الرغم من التفوق التكتيكي للعدو، أكد رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف أن القتال في جمهورية لوغانسك الشعبية يسير بسرعة البرق، وتتوالى الأحداث على نحو غير متوقع، في حين غادر بقية جنود المفارز الأوكرانية مواقعهم على عجل، تاركين كمية هائلة من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها.
إذاً من الطبيعي أن تتقدّم القوات الروسية وخاصة أن سكان إقليم دونباس ناطقون بالروسية وولاؤهم الحقيقي لروسيا، فضلاً عن كونهم قد تعرّضوا لاضطهاد النازيين طوال الفترة الماضية، فلو كان هدف الحرب التي شنّتها الأخيرة غزواً كما يصفها الغرب لكان سكان الجمهوريتين اللتين اعترفت بهما روسيا سنداً ودعماً للقوات الأوكرانية التي تم الزجّ بها كما غيرها من المرتزقة الأجانب للقتال دون هدف يقاتلون ويُقتلون من أجله، وهذا ما أكده المرتزق البريطاني المدان بجمهورية دونيتسك الشعبية، أيدن آسلين، بعد أن أعلن عن توبته وطلب العفو من سكان دونباس، لخدمته في صفوف القوات الأوكرانية، قائلاً: إن قصف المدينة فتح عينيه، وخاصة بعد ظهوره في مقطع فيديو مصوّر، معتذراً لكونه جزءاً من القوات الأوكرانية التي قصفت دونيتسك بما فيها السجن الذي يقبع فيه.
وفي المحصلة يتبيّن أن الدعاية الغربية لم تتمكّن من تزوير الحقائق في كل ما يتعلق بالوضع في إقليم دونباس، إذ إن تأييد السكان المحليين للعملية الخاصة الروسية في أوكرانيا كان له الدور الأكبر في انتصار الجيش الروسي هناك وتقهقر النازيين الجدد في أوكرانيا.
ليندا تلي