لحماية البيئة.. سلوكيات أسرية تحافظ على الموارد وتكافح التلوث
دمشق – البعث
هذه الأيام الصعبة التي نعيشها بأحداثها وتداعياتها الكبيرة على كافة الصعد، تفرض علينا ضرورة إعادة ترتيب يوميات حياتنا والاستعداد الدائم لمواجهة كافة الظروف التي تهاجم أمننا واستقرارنا ونقاء بيئتنا التي نالت نصيباً كبيراً من الأضرار والتعديات، وكانت هدفاً أساسياً خلال الحرب التي دمّرت الموارد البيئية ولوّثت الكثير منها، وتسبّبت بانقراض بعض أنواع الكائنات الحيّة، وقلّلت من العمر الافتراضي لكثير من مصادر الطاقة والمعادن.
الخبير في الشؤون البيئية منهل المحمود أشار إلى أن الضغوط الكبيرة التي فرضتها الحرب على أداء وإمكانيات الجهات المعنية تتطلّب أداءً شعبياً استثنائياً ومشاركة فاعلة، سواء من الأفراد أو من المجتمع برمته، وإذا كان دور الأسرة في وقاية البيئة من الأخطار التي تتهدّدها أساساً، فإن دورها في معالجة ما اعترى البيئة من مشكلات لا يقلّ أهمية عن دورها الوقائي. وفي مجال التصدي لمشكلة التلوث بكافة أشكالها: تلوث الهواء، والماء، والتربة، والغذاء، والتلوث الكهرومغناطيسي، والتلوث السمعي، فإن للأسرة دوراً مهماً في تدعيم البيئة ومكافحة التلوث واتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية، خاصة وأننا في فصل الصيف الذي تُعرف أعباؤه البيئية العديدة.
ولفت المحمود إلى أن الأبناء يكتسبون سلوكياتهم من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم، وبالذات مع أمهاتهم، وتتشكّل الكثير من اتجاهاتهم خلال مشاهداتهم اليومية لممارسات الوالدين، والأخوة الكبار، وغيرهم من أفراد الأسرة الذين يقطنون معهم. وأكد أن للأسرة دوراً كبيراً في التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة بكافة إشكالها (الدائمة، والمتجدّدة، وغير المتجدّدة)، فالأسرة تسهم في بناء اتجاهات إيجابية عند أطفالها نحو البيئة ومكوناتها، وتدعم قيم النظافة، والمشاركة والتعاون، وترشيد الاستهلاك.. وغيرها، ذلك أن الأسرة تعتبر مفتاح عملية التعلم لدى الأطفال، والمنزل يعتبر من الأماكن المثالية للتطبيق العملي لمفاهيم البيئة. وعندما تمارس إحدى الأسس البيئية في نطاق الأسرة فإنها ترتبط بعد ذلك بأسلوب حياة الفرد، وثمة كثير من مفاهيم التربية البيئية تعلم في المنزل، فعندما يوضح الآباء للأبناء كيفية التخلّص من النفايات الصلبة، ومكافحة الحرائق (الهواء مورد دائم)، أو الاعتناء بنباتات الحديقة، أو بالحيوانات الأليفة (موارد متجدّدة)، أو الحفاظ على الطاقة الكهربائية (موارد غير متجدّدة)، فهم بذلك يقدمون لأبنائهم قيماً بيئية تستهدف حماية موارد البيئة.