بطولات شعبية لكرة القدم تضاهي وتتفوق على المسابقات الرسمية!
ناصر النجار
في الخبر، تقام في ملعب نادي جرمانا بطولة تشارك بها بعض فرق الأحياء الشعبية في هذا الأسبوع. الخبر قد يكون أقل من عادي إذا علمنا أن ملاعبنا تكتظ بهذه البطولات والدورات بشكل دوري إن لم يكن بشكل يومي، لكن اللافت للنظر في هذه البطولة التي يشارك بها اثنا عشر فريقاً أنها تتمتع بميزات ومواصفات تفوق دوري الدرجة الأولى، وذلك لأسباب عديدة:
أولها: أن مباريات البطولة تقام وفق نظام اتحاد كرة القدم، ويقودها حكام رسميون من الدرجتين الأولى والثانية، وثانيها: أن أغلب المباريات تقام على الأضواء الكاشفة، وثالثها: أن أغلب لاعبي هذه الفرق هم لاعبو أندية الدرجة الأولى من دمشق وريف دمشق ومن غيرهما، ورابعها: أن رسم الاشتراك في الدورة خمسمئة ألف ليرة سورية.
المتابع للمباريات يظن للوهلة الأولى أن هذه المباريات رسمية بشكلها وتنظيمها ومضمونها، وممتعة بأداء لاعبيها، وقد أخذت حيزاً جيداً من اهتمام الكثير من المتابعين والجمهور المتعطش لرؤية مباريات على الشاكلة هذه.
هذا الخبر يمكننا تسليط الضوء عليه بنقاط عديدة يمكن الاستفادة منها لمعالجة الكثير من الملاحظات التي وجّهناها لاتحاد كرة القدم بشأن دوري الدرجة الأولى، أولى هذه الملاحظات: كيف تسمح الأندية للاعبيها باللعب مع فرق الأحياء الشعبية؟ وكيف تسمح لجنة الحكام لحكامها بقيادة هذه المباريات؟ هذه ملاحظة مهمة جداً يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل أمور شتى، منها قانونية هذه المباريات، وسلامة اللاعبين فيها، ومن الشطط والشغب الذي قد يحدث فيها.
الملاحظة الأخرى: كيف لبطولة تضم هذه الفرق الشعبية غير الرسمية أن تستطيع اللعب تحت الأضواء الكاشفة، بينما تعجز العديد من الفرق في الدوري الممتاز عن تحقيق هذه النعمة الغائبة عن دورينا؟ وإذا كانت فرق الأحياء الشعبية قادرة على تجهيز فرقها، وتأمين التجهيزات الرياضية، ورسم الاشتراك، فلماذا تحتج فرقنا الرسمية على نفقات الدوري، وتمانع توسيع مبارياته بحجة ضغط النفقات، وعدم تحمّل المصروف على مدار الموسم؟.
هذه الدورات التي لا تقتصر على هذا المكان تعبّر عن شغف الناس وحبهم لكرة القدم، وموضوع مباريات الأحياء الشعبية واسع على نطاق كبير، ونجد أن نشاطها يملأ ملاعبنا في كل المحافظات، وأكثر ما نجد فيها من لاعبين هم المتسربون من دوري الشباب الذي لم يعد لهم مكان في ملاعبنا لأن عمرهم لا يسمح لهم باللعب في دوري الشباب، ولا تقبلهم فرق الرجال، كما نجد لاعبين كبار السن بلغوا سن الاعتزال في أنديتهم، ومن المفيد أن نجعل لمثل هذه البطولات إطاراً رسمياً عبر تولي اللجان الفنية في المحافظات أمور هذا النوع من البطولات والفرق، كما كان حال فنية دمشق قبل عشرين عاماً، وحال فنية حلب، ويمكن من خلال هذه البطولات الاستفادة من بعض اللاعبين المبرزين، خاصة من الشباب، لرفد أنديتنا منهم.