أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: بوتين لم يتحدّث عن تسليم صواريخ نووية لمينسك

البعث – وكالات:

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين لم يتحدّث عن تسليم صواريخ نووية لمينسك، خلال لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مدينة سان بطرسبورغ، بل دار الحديث عن منظومات قادرة تقنياً على حمل أنواع مختلفة من الأسلحة.

والتقى بوتين، يوم السبت الماضي، نظيره البيلاروسي في مدينة سان بطرسبورغ، حيث بحث الطرفان تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكان قادة مجموعة الدول السبع أعربوا، خلال لقائهم في ألمانيا، عن “قلقهم الشديد” مما يتعلق باحتمال نقل صواريخ روسية نووية إلى بيلاروسيا.

وفي شباط، أعلن الرئيس البيلاروسي أنّ بلاده طلبت من روسيا نشر أسلحة نووية على أراضيها في حال نشر أسلحة نووية لـ”الناتو” في بولندا أو ليتوانيا.

وفي الشهر نفسه، اتفق بوتين ولوكاشينكو على مواصلة زيادة التعاون العسكري بين البلدين، في ضوء النشاط المتزايد لحلف “الناتو” على الحدود الخارجية.

وكانت في بيلاروسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي أواخر 1991، العشرات من الرؤوس القتالية الخاصة بصواريخ “توبول” الاستراتيجية، إضافة إلى أكثر من ألف رأس نووي تكتيكي، تم سحبها من أراضي البلاد بعد انضمام مينسك إلى معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية عام 1993.

وجاء تخلّص بيلاروسيا من الأسلحة النووية الموروثة من الحقبة السوفييتية مقابل ضمانات أمن تلقتها مينسك من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، التي وثقت التزاماتها بهذا الشأن في مذكرة “بودابست”.

من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إن نية “الناتو” تصنيف روسيا بوصفها “التهديد الأكبر” ليست جديدة.

وتابعت زاخاروفا، خلال البث المباشر لقناة “روسيا 24”: إن الحلف ركّز مجهوداته على موسكو لسنوات عديدة متناسياً التحديات الحقيقية. وقالت: إن تطوّر الأحداث على هذا النحو ليس بالأمر الجديد على الإطلاق، فقد “بنوا سياساتهم العدوانية لسنوات عديدة على وجه التحديد حول فكرة واحدة رئيسية وهي: مواجهة بلادنا”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن “الناتو” لم يتوانَ عن “التمدّد، وإغلاق الحلقة حول روسيا، وبناء وجوده العسكري على الحدود الروسية، والتزوّد بأسلحة جديدة، وكسر جميع القواعد والأعراف الراهنة”، دون أن “يتعامل الحلف مع التحديات والتهديدات العالمية”، ودون أن يبحث عن أي فرص مع روسيا أو غيرها من الهياكل من أجل تقليل مخاطر التهديدات الجديدة.

وكانت معلومات قد نشرت في وقت سابق تفيد بأن قادة “الناتو” يعتزمون الموافقة في اجتماعهم بمدريد على مفهوم استراتيجي جديد للحلف في الفترة حتى عام 2030، يقضي بتصنيف روسيا بـ”التهديد الرئيسي” للأمن الجماعي، وفقاً لتصريح الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن دول مجموعة السبع ستواصل ضرب قطاع الصناعات العسكرية الروسي، مؤكداً أن المجموعة ستواصل دعم أوكرانيا.

وقال بايدن في سلسلة تغريدات على “تويتر”: إن “مجموعة السبع ستواصل ضرب مجمع بوتين للصناعات العسكرية في النقاط الأكثر ألماً، ومنع احتياطيات البنك المركزي من دعم اقتصاده الآيل للانهيار، وحرمان بوتين من الموارد التي يحتاج إليها لخوض حربه”.

وأضاف: إن مجموعة السبع “ستتعهّد بشكل ثابت ومشترك بدعم أوكرانيا وستشدّد عقوباتها غير المسبوقة لمحاسبة الرئيس بوتين، وهي العقوبات التي ستتراكم مع مرور الزمن لعزل روسيا لاحقاً عن الاقتصاد العالمي”.

من جهته، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف: إن واشنطن من خلال تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة ونقل المعلومات الاستخباراتية للقوات الأوكرانية تدفع نظام كييف إلى قتل المدنيين.

وجاء في بيان منشور: “الإدارة الأمريكية تكثف نقل الأسلحة إلى كييف. إذا تم توفير منظومات الدفاع الجوي المحمولة (MANPADS) وATGMs في السابق، فإن الأمر حالياً يتعلق بتزويدها بالمدفعية الثقيلة، وMLRS، وأنظمة الدفاع الجوي على ما يبدو. علاوة على ذلك، يتبادل الأمريكيون المعلومات الاستخباراتية مع القوات المسلحة الأوكرانية. إنهم يقدّمون معلومات وإحداثيات للتحرك في ساحة المعركة. في الواقع، واشنطن بخطواتها الاستفزازية، تدفع نظام كييف إلى قتل المدنيين”.

وأضاف السفير: إن “الضخ المتهوّر وغير المسؤول للأسلحة إلى أوكرانيا يعقّد دوامة الصراع ويزيد من خطر حدوث مزيد من التصعيد بعواقب لا يمكن التنبّؤ بها”.

ولفت السفير إلى أن الولايات المتحدة تتغاضى عن استمرار إرسال المرتزقة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن الدوائر الحاكمة في واشنطن “ما زالت عاجزة عن تقييم خطورة خطواتها”.

وتابع قائلاً: “مثل هذا الخط يخلق مخاطر إضافية في العلاقات بين القوى النووية الكبرى”.

وكشف البنتاغون في وقت سابق عن محتويات حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.

وقدّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا 6.8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية خلال رئاسة جو بايدن، منها 6.1 مليارات دولار منذ 24 شباط.

من جهتها أرسلت روسيا في السابق مذكرة إلى جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بسبب إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الإمدادات العسكرية لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً للضربات، كما حذرت وزارة الخارجية من أن دول الناتو “تلعب بالنار” بتزويد كييف بالأسلحة.