رياضتنا بين أمل الفوز وواقع المتوسط
ناصر النجار
يمكن القول إننا كرياضيين مشتاقون جداً إلى الفرح الذي حمله إلينا ناشئونا بكرة القدم في بطولة غرب آسيا، وكذلك ناشئات كرة السلة، وهذان الفريقان الواعدان جعلا منصة التواصل الاجتماعي تضج بالفرح، وفعلاً، كم نحن مشتاقون إلى هذا الفرح ولو على الصعيد الرياضي، لكن نتائج رياضيينا حتى الآن في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط جعلتنا نعيد حساباتنا، كما أعادت إلى أذهاننا الواقع الحزين لرياضتنا التي مازالت تئن تحت وطأة التراجع والتقهقر، فطار الفرح بطرفة عين.
منتخب المصارعة، رغم كل محاولات لاعبيه، لم يستطع التتويج بميدالية رغم ملامستها في وزنين على الأقل، وإحدى خبرات اللعبة أكد أن سبب إخفاق مصارعينا متعلق أساساً بصغر أعمارهم، حيث بدأ اتحاد اللعبة العمل بالمصارعة من القواعد كي يبني جيلاً جديداً من الأبطال بعد أن ضلّت اللعبة طريقها في السابق، خاصة أن قاعدة هذه اللعبة واسعة، وهي مملوءة بالمواهب والخامات الواعدة، إلا أننا رغم كل ذلك نضع اللوم على الإمكانيات المتاحة التي صارت شعار رياضتنا منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولسان حال القائمين على الرياضة يقول: لا جود إلا بالموجود، ولن نكون مدافعين في هذه العجالة عن مصارعينا واتحادهم، ولكن لا يمكن جلدهم، فما قدم لهم من استعداد لهذه البطولة الكبيرة لا يوازي حجمها وحجم المشاركين بها، ومعسكر استعدادي في روسيا لمدة شهرين لا يصنع بطلاً، ولا يخطف ميدالية أمام زحمة المنافسين الذين استعدوا بشكل أفضل، ولكن يمكن اعتبار هذا المعسكر خطوة في مرحلة إعداد طويلة نحو البطولات والذهب.
لا ندري ما ستؤول إليه مشاركتنا بالملاكمة، رغم أن البدايات لم تكن مبشّرة على الإطلاق، نأمل أن تكون لبقية ملاكمينا حظوظ في هذه البطولة.
بعيداً عن المصارعة والملاكمة، المراقبون مثلنا متفائلون برفع الأثقال وبألعاب القوى عبر البطلين: معن أسعد، ومجد الدين غزال، إضافة لفرساننا الذين سيبدؤون مشاركتهم أول الشهر القادم، نأمل أن يعيدوا لنا شيئاً من الفرح، وهم مرشّحون فوق العادة على الذهب.
على العموم، الحديث في بداية المشاركة غير الحديث في نهايتها، لكننا مقتنعون أن رياضتنا مهما عادت بنتائج متوسطية فهي تحتاج إلى تحسين كامل على كل الصعد، وفي مقدمتها موضوع الإمكانيات المتاحة، فلن تبنى رياضة على الطريق الصحيح إن لم تدعم بالمال الكافي الذي يلبي طلبات التدريب، ويؤمن التجهيزات والمستلزمات، ويسمح بالعبور نحو معسكرات ومشاركات كثيرة تكسب لاعبينا الخبرة، وتصقل موهبتهم، وتطوّر أداءهم.