“ناشيونال ريفيو”: انتصار روسيا في أوكرانيا سيشكل ثاني أكبر هزيمة لواشنطن في عامين
البعث – وكالات:
قالت صحيفة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية: إن روسيا تجهّز “لإهانة” الولايات المتحدة، وإن هذه “الإهانة” ستكون الثانية من نوعها التي تلحق بالولايات المتحدة خلال عامين.
وقال كاتب المقال، الصحفي مايكل بريندان دويرتي: إن انتصار روسيا في أوكرانيا سيكون ثاني أكبر هزيمة للولايات المتحدة في غضون عامين بعد الانسحاب الأمريكي “المهين” من أفغانستان.
وأوضح، أن محاولات واشنطن فرض تكاليف إضافية على موسكو أثناء الأعمال القتالية في أوكرانيا، ستجعل انتصار الجانب الروسي أكبر، في حال فشل القوات المسلحة الأوكرانية في تحقيق انسحاب استراتيجي حاسم وهُزمت قواتها في دونباس.
وقال دويرتي: سيتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إعلان فوزه ليس فقط على النازيين في أوكرانيا، ولكن أيضاً على القوى الغربية.
واعتبر الصحفي أن هذا السيناريو لإنهاء الصراع من شأنه أن يزرع الذعر بين الدول الأعضاء في الناتو.
وأشار، إلى أنه بعد الإذلال في أفغانستان، ستكون هذه ثاني أكبر هزيمة للجيش الذي تموّله وتدرّبه الولايات المتحدة في العامين الماضيين، وهذا الخطر أمر واقعي.
وفي سياق متصل، حدّد الأكاديمي الأمريكي جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو، بدقة الأسباب الحقيقية للحرب في أوكرانيا، واضعاً اللوم على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي محاضرة بعنوان “أسباب ونتائج الحرب في أوكرانيا”، قال الأكاديمي الأمريكي: الصراع في أوكرانيا كارثة هائلة ستجبرنا على البحث عن أسبابها، مضيفاً: أولئك الذين يتصادقون مع المنطق والحقائق سيدركون أن اللوم في الكارثة يقع على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها.
ولفت الأستاذ الجامعي، إلى أن القرار الصادر في نيسان 2008 بشأن مسار ضمّ أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو، كان محكوماً عليه أن يثير الصراع مع روسيا، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هو مهندس القرار، بينما روّج له الرئيسان السابقان باراك أوباما ودونالد ترامب وتبعهم الرئيس الحالي جو بايدن، وانصاع الحلفاء لهم.
وشدّد ميرشايمر، على أن روسيا أوضحت بجلاء أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيكون انتهاكاً “للخطوط الحمراء”، بينما لم تبادر أمريكا ولم تفعل شيئاً لطمأنة روسيا بشأن أمنها القومي، بل على العكس من ذلك، حولوا أوكرانيا إلى حصن على الحدود الروسية.
ووصل الأكاديمي الأمريكية إلى استنتاجات تقول: الحقيقة هي أنه لو لم تجرّ الولايات المتحدة أوكرانيا إلى الناتو، لما كانت اندلعت الحرب على الأرجح، ولبقيت القرم أوكرانية.
وفي الخاتمة، أشار إلى أن واشنطن لعبت دوراً رئيساً في دفع أوكرانيا إلى طريق الدمار. وسوف يدين التاريخ بشدة الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب هذا التوجّه العقيم.