الفيفا يزيد من التدخل التكنولوجي في كرة القدم والتعديلات الجديدة قريباً في حيز التطبيق
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
بعد سنتين على إقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم مجموعة من التعديلات الجدية في قوانين كرة القدم، ها هو مجدداً يقوم بتعديلات جديدة، تزيد من دمج التقنيات الحديثة في اللعبة من أجل عدالة أفضل، وسيبدأ العمل بها في الأول من تموز المقبل، أي ستكون حاضرة خلال فعاليات كأس العالم 2022 في تشرين الثاني القادم، ولن تكون هذه التعديلات الأخيرة مع سعي القائمين على اللعبة اكتشاف أفضل طريقة ممكنة للمضي قدماً في عالم الساحرة المستديرة، ومواكبة التطورات التكنولوجية أيضاً.
التعديلات السابقة كانت تعدّ أساسا ًللتعديلات الحالية أو المستقبلية فهي التي فتحت الباب على مصراعيه أمام دخول التكنولوجيا، والبداية مع السماح بـ 5 تبديلات لكل فريق في المباراة الواحدة عقب تطبيق هذا التغيير بصفة مؤقتة منذ 2020 بسبب جائحة كورونا، وكانت القوانين تسمح فقط بـ 3 تبديلات، وطبعاً هناك إمكانية بالسماح بتبديل سادس في حالة استمرار المباراة لوقت إضافي، ورغم أن السماح بالتبديلات الخمسة لكل فريق في المباراة سيصبح قانونياً فإن تطبيق القاعدة في بعض البطولات سيكون بيد الجهات المشرفة على تنظيم هذه البطولات المحلية.
وبذكر التبديلات فقد بدأ المجلس في تجربة التبديلات الدائمة نتيجة الإصابة بارتجاج المخ في العام الماضي للتأكد من فاعليتها، ففي حالة الشك في إصابة أي لاعب بارتجاج في المخ فإنه يتعين حماية اللاعب المصاب باستبداله واستبعاده بصفة نهائية من المباراة.
والتعديل الثاني فهو الأكثر دهشة، وهو اعتماد روبوت رجل الخط، من أجل الكشف عن حالات التسلل، وتم استخدام تقنية التسلل الآلي باستخدام رجل الخط بشكل رسمي للمرة الأولى في كأس العالم للأندية هذا العام، وأكدت هذه التجربة الرسمية أن دقته وسرعته في اتخاذ القرارات تفوق سرعة حكم الفيديو المساعد بكثير، إذ إنه يبلغ حكم الفار بوجود التسلل خلال نصف ثانية فقط، من خلال تكنولوجيا حديثة تعتمد على تتبع أطراف اللاعبين والكرة، وهما المحددان الأساسيان للتسلل.
و تنص المادة 11 من قانون كرة القدم على أن اللاعب يعاقب على وجوده في موقف تسلل في اللحظة التي يتم لعب الكرة أو لمسها من أحد زملائه إذا شارك في اللعب النشط الفعال من خلال التداخل في اللعب أو مع المنافس أو الحصول على فرصة والاستفادة من وجوده في موقف تسلل إذا ارتدت إليه الكرة، سواء من القائمين أو العارضة أو المنافس.
ورجل الخط هو المسمى القديم للحكم المساعد حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان مهمته محصورة في التسلل وخروج الكرة خارج الخطوط، لكن مهامه توسعت منذ كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، وتوسعت مهامه حتى وصلت إلى مشاركته بشكل فعال في احتساب ركلات الجزاء القريبة منه.
ويستخدم آلي رجل الخط 10 كاميرات لتتبع 29 نقطة جسدية لكل لاعب بدقة عالية، وقد أجريت عليه العديد من التجارب والتي بدأت في كأس العالم للأندية عام 2019 التي فاز بها ليفربول، وكأس العرب التي أقيمت في 4 من ملاعب كأس العالم الثمانية في قطر نهاية العام الماضي، وأخيراً كأس العالم للأندية التي أقيمت في شباط الماضي.
وينتقد الحكم الإيطالي الأشهر بييرلويجي كولينا الذي يشغل منصب رئيس لجنة الحكام في الفيفا، استخدام مصطلح روبوت التسلل ويرى أن الحكام والمساعدين “مازالوا مسؤولين عن اتخاذ القرارات في ميدان اللعب، وأن التكنولوجيا تمنحهم فقط دعماً مهماً لاتخاذ قرارات بشكل أسرع وأكثر دقة”.
ويمثل التسلل الآلي حقبة جديدة في عالم التحكيم بعد تقنية حكم الفيديو المساعد الفار، وذلك لتحديد ما إذا كان هناك تسلل أم لا بشكل أكثر دقة وسرعة من الفار، للحد من أخطاء التسلل التي قد تغير نتائج المباريات.
وأخيراً قرر الاتحاد الدولي زيادة عدد اللاعبين على دكة البدلاء، ليتواجد 15 لاعباً بدلاً من 12، وذلك يترتب عليه زيادة عدد اللاعبين في قائمة الفريق، لتصبح 26 لاعباً بدلاً من 23، ويعدّ الفرنسي أرسين فينغر المسؤول عن تطوير الكرة داخل الفيفا، هو عراب هذه التعديلات تماشياً مع رؤية جاني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي.
وكان مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أقرّ بدايةً من موسم 2020، مجموعة تعديلات من شأنها أن تمنح كرة القدم المزيد من الإثارة، كمنع وجود مهاجمي الخصم في الحائط البشري في الضربات الحرة، منعاً لإضاعة الوقت الذي قد يتم بسبب مماطلة إحدى اللاعبين في خروجه من أرض الملعب أثناء تبديله مع أي لاعب آخر، تقرر السماح لأي لاعب بترك المستطيل الأخضر من أقرب نقطة يتواجد بها من على خط التماس، كما تقرر إتاحة 5 تبديلات لكل فريق بدلاً من 3 كأحد آثار فيروس كورونا وتراجع اللياقة البدنية، وكذلك منح حكام المباراة مسؤولية إشهار البطاقات الصفراء والحمراء في وجه المدربين إذا كان أسلوبهم في النقاش غير لائق، تماماً مثلما يحدث مع اللاعبين داخل أرض الملعب، ويجب على حارس المرمى أن يضع ولو قدماً واحدةً على خط المرمى عند التصدي لضربة الجزاء، وعدم احتساب أي هدف إذا كانت هناك لمسة يد قبل أن تتجاوز الكرة خط المرمى سواء مقصودة أو غير مقصودة، وإذا ارتطمت الكرة بيد أي لاعب قبل أن يسجل أو يصنع هدف لفريقه فسيتم احتساب ركلة حرة ضده.