بوتين: روسيا ستعمل على تشكيل عالم أكثر ديمقراطية متعدّد الأقطاب
البعث – وكالات:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستعمل جاهدة لتشكيل عالم أكثر ديمقراطية وعدالة ومتعدّد الأقطاب تُضمن فيه حقوق جميع الشعوب ويحافظ على التنوع الثقافي والحضاري للبشرية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله اليوم في خطاب ترحيبي وجّهه إلى المنتدى القانوني الدولي العاشر المنعقد في سان بطرسبورغ: إن موقف روسيا وعدد من الدول الأخرى هو ضرورة أن يُبنى النظام العالمي الديمقراطي على أساس الاحترام والثقة المتبادلين والمبادئ المعترف بها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف بوتين: إن الدول التي تدّعي أنها استثنائية تنتهك مبادئ القانون حتى في سياساتها الداخلية، وبالتالي فإن هيمنة مثل هذه الدول على المشهد العالمي تخلق مخاطر نظامية، معرباً عن استعداد موسكو للدخول في حوار حول الاستقرار الاستراتيجي والحفاظ على أنظمة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وتحسين الوضع في مجال الحدّ من التسلح، والتركيز على توحيد الجهود في موضوعات حيوية مثل أجندة المناخ ومكافحة الجوع وضمان استقرار أسواق الغذاء والطاقة والقواعد العادلة للتجارة والمنافسة الدولية.
وأوضح بوتين أن كل هذه المجالات تتطلب تنظيماً قانونياً ملائماً ومرناً وعملاً مشتركاً مضنياً.. وبعد ذلك لن تكون هناك أزمات مثل ما يحدث اليوم في دونباس من أجل حماية سكان هذه المنطقة من الإبادة الجماعية، واصفاً أفعال النظام الأوكراني بأنها (جريمة ضد الإنسانية).
كذلك أكد بوتين أن استخدام العقوبات غير الشرعية وتجاهل المبادئ الأساسية لاحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتدمير المعاهدات في مجال الاستقرار الاستراتيجي ليس فقط يضرّ بالعلاقات بين الدول والشعوب بل يلقي بظلال من الشك على جوهر المنظومة القانونية العالمية.
وقال بوتين: نحن نعتبر ذلك شرطاً أساسياً لبناء نظام عالمي متعدّد الأقطاب قائم على التعاون المتكافئ في المجال السياسي وفي مجال الأمن والاقتصاد والعلوم والثقافة والرياضة، لافتاً إلى أن المنتدى أصبح خلال فترة وجوده منصة مهمة وموثوقة للمناقشات حول مجموعة واسعة من القضايا بشأن تاريخ القانون وتطوره.
وعلى هامش القمة السادسة لبحر قزوين التي عُقدت في عشق أباد، أعلن الرئيس الروسي أن استعدادات حلف الناتو لمواجهة روسيا قائمة منذ عام 2014 وليست جديدة على موسكو، لافتاً إلى أن موسكو تعتبر أن الحلف أداة لتنفيذ سياسة واشنطن.
وقال: إن “استعدادات الناتو لمواجهة روسيا قائمة منذ عام 2014 وليست جديدة على موسكو”.
وأضاف: إن الناتو هو من بقايا الحرب الباردة، وموسكو تعدّه أداة لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن احتمال انضمام السويد وفنلندا للحلف، لفت بوتين إلى أن هذه العملية لن تزعج موسكو، وأن روسيا ليس لديها أي مشكلات مع السويد وفنلندا بحال انضمامهما للحلف.
وأكد أن “روسيا ستضطرّ للرد في حال نشر قوات للناتو في السويد وفنلندا”.
وعن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أكد أن الجيش الروسي يحقق أهدافه ولم يتغيّر أي شيء بخصوص الأهداف ولكن التكتيكات تحدّدها وزارة الدفاع، والجيش الروسي يقوم بحماية أهالي دونباس وحماية روسيا.
وعن مزاعم استهداف روسيا لسوق في كريمنشوك في بالتافا، قال: ليس هناك أي عمل إرهابي وأوضحنا ذلك من مصادر مختلفة.
وأكد أن الجيش الروسي لا يستهدف المناطق المدنية بل يستهدف مواقع الأسلحة بأسلحة دقيقة”، لافتاً إلى أن قوات كييف تخبّئ المدافع والأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية في الأسواق وبين المدنيين وفي المصانع والورش.
وأوضح أن دعوة القوى الغربية كييف لمواصلة العمليات القتالية تؤكد أن أوكرانيا أداة للغرب للوصول إلى هدفه.
وتأكيداً لحديث بوتين، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في مدريد، أن الناتو بدأ الاستعداد للمواجهة مع روسيا في عام 2014.
وقال ستولتنبرغ: “في الواقع، كنا نستعدّ للمواجهة مع روسيا منذ 2014، لذلك عزّزنا وجودنا العسكري في شرق الكتلة، وبدأنا في إنفاق المزيد من الأموال على الدفاع، وزدنا أيضاً من مستوى جاهزية قواتنا”.
ووافق قادة الناتو في قمة مدريد على مفهوم استراتيجي جديد للحلف حتى عام 2030. وكانت إحدى النقاط المركزية لهذا المفهوم هي الإشارة إلى روسيا على أنها “تهديد مباشر لأمن الحلف”.
من جهة ثانية، أعرب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف، عن شكّه في قدرة الغرب على تطوير تفكير استراتيجي.
جاء ذلك في تصريح له لوكالة “نوفوستي” الروسية، حيث قال: “إننا نشكّ في أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لديهم تفكير استراتيجي متطوّر”، واعتبر أن “الأهواء حلت محل الاستراتيجية، وكأن لسان الحال يقول: نريد الأشياء على هذا النحو، وليكن كل شيء كما نريد، حتى لو انهار العالم من حولنا”.
وتساءل نائب الأمين العام حول المصالح التي يسعى إليها اليوم الأشخاص الجالسون في البيت الأبيض، دونينغ ستريت، بروكسل؟ هل هي مصالح الشعوب؟ كلا، بالطبع.
وتابع: “إنهم يسعون لمصالح مجموعات النخبة والعشائر والشركات الكبرى. إننا نرى جميعاً كيف يذهب بعض القادة الغربيين إلى الاجتماعات بتعليمات كتب فيها متى يجلسون وكيف يتحدّثون”.
من هنا، وفقاً لفينيديكتوف، تأتي سياسة المغامرة والعدوانية المتزايدة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي واليابان، التي تقوم على الانفصال التام عن الواقع، والرغبة في بناء عالمهم الخيالي الخاص بهم، الذي سيحكمونه”.
وقال فينيديكتوف: “إن مثل هذا الهروب من الواقع يمثل تهديداً حقيقياً للبشرية جمعاء. ففي نهاية المطاف، إذا لم يستمع القادة الغربيون ولم يلاحظوا مواطنيهم، فمن العبث توقّع أنهم سيشفقون على الشعوب الأخرى. فالحياة البشرية لا تعني بالنسبة لهم شيئاً، وأوكرانيا مثال حي على ذلك”.