ملتقى التصوير الزيتي في السويداء.. حالة فنية مستندة على الحضارية لسورية
السويداء – رفعت الديك
يشكل ملتقى التصوير الزيتي الذي تقيمه مديرية الثقافة في السويداء بشكل سنوي، فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الفنانين ونشر الثقافة الفنية بين الجمهور وتعزيز الحالة الإبداعية في المجتمع.
والملتقى الذي أقامته المديرية بنسخته هذا العام بعنوان (سورية مهد الحضارات) يشكل أداة مهمة لاعادة صياغة الواقع بطريقة جديدة، فالتصوير الزيتي – وفق مديرة الثقافة في السويداء ليلى أبو فخر – هو الأهم في توليد حالة فنية مستندة على الحالة الحضارية لسورية التي لم تغب عن المشهد الحضاري الإنساني عبر تاريخها العريق، وليس هناك أقدر من الفن على توثيق هذه الحالة وتصويرها وإعادة صياغة الواقع بطريقة جديدة وخاصة أن التصوير الزيتي الذي سيتم تطبيقه مباشرة ضمن الملتقى يمثل أحد أشكال الفنون التشكيلية التي تولد حالة فنية تعقد أجمل الصلات بين الفنانين حيث تتحدث الألوان وتظهر جمالها وتعبر بشكل مؤثر عن الأفكار والمشاعر.
أعمال الملتقى التي تنوعت بين أيام العمل المفتوح والرسم في أحضان الطبيعة والندوات الحوارية وجلسات الاستماع إلى الموسيقى ومعرض للأعمال المنجزة يقول عنه نقيب الفنانين التشكيليين حمد عزام أنه يشكل فرصة صة لتبادل الخبرات بين الفنانين وتقديم كل ما هو جديد ويعد تجربة غنية تسهم في التعرف على أساليب الفن الحديثة ونشر الوعي الثقافي بين الجمهور مشيراً أهمية تجربة الرسم المباشر أمام الجمهور في إضفاء جو جديد من العمل للفنان وبطريقة مختلفة عن المرسم.
الملتقى يؤكد دوماً على تلازم الأدب والفن، ويبدو ذلك جلياً، حيث يقول الأديب الدكتور ثائر زين الدين أن الكثير من الأعمال الفنية تم استلهامها من أعمال روائية مشيراً إلى أن العمل الفني الذي يوصف في الرواية هو عمل موضوعي وموجود يتم توظيفه بما يخدم الغرض من الرواية.
وبين الدكتور زين الدين خلال محاضرة له بعنوان “تجليات الفن التشكيلي في الرواية” ضمن فعاليات الملتقى أن ما يميز الرواية إنها متغيرة ومتبدلة ومتطورة ولا تثبت على حال أو قواعد وهي كالحياة نفسها وإن انطلقت من كونها عملاً أدبياً لكنها تجاوزت جنسها إلى حقول إبداعية أخرى لافتاً إلى أن أهمية العمل الروائي جاءت من مرونته وقدرته على التجدد.
جمهور السويداء الذواق للفن يشكل محفزاً مهما لإخراج الفنان مكنوناته الإبداعية خاصة وأن الثقافة الفنية جزء مهم من ثقافة ابناء المحافظة الداعمة للنشاط الفني والابداعي ويشكل حافزاً مهماً لتدعم التجارب الشخصية خاصة بمثل هذا النوع من الملتقيات.
وتقول هنا الفنانة التشكيلية ديانا نعيم إلى أن مشاركتها في ملتقيات التصوير الزيتي تمثل التجربة الشخصية الثانية بالنسبة لها وتأتي أهميتها كونها على تماس مباشر مع الفنانين المشاركين والجمهور ما يعطي فكرة عن طريقة عمل كل فنان وأسلوبه ويسهم في تقريب تجربته للناس، بينما يؤكد الفنان التشكيلي بسام أبو زيدان أن هذه التجربة تحقق التواصل المباشر بين الفنانين خلال العمل وتقدم نتاجاً فنياً متميزاً إضافة إلى تبادل الخبرات وإقامة الحوارات الفنية والتعرف على الأساليب الفنية للمشاركين وزيادة وتعميق الذائقة البصرية للناس.
ويشارك في الملتقى ثمانية فنانين تشكيليين هم عدنان حميدة وناديا نعيم وأيمن فضة رضوان وبسام أبو زيدان والدكتور سائد سلوم والدكتور يوسف البوشي وحكمت نعيم وصفاء بندق.