متى ينتهي التمييز في أمريكا؟
عائدة أسعد
مع انتهاء شهر حزيران، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة ذكرى جورج ستيني جونيور، وهو أصغر شخص حُكم عليه بالإعدام في الولايات المتحدة في القرن العشرين.
لقد تم إعدام الشاب البالغ من العمر 14 عاماً بواسطة كرسي كهربائي في 16حزيران 1944 بعد إدانته بقتل فتاتين من البيض، وكان ضباط الشرطة الذين حققوا في القضية هم من اتهموه وألقوا القبض عليه، وبعد حوالي 70 عاماً تبين أنه بريء.
وحتى لو تم إلغاء حكم قضية ستيني من سجلات حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، لكن التمييز ضد الملونين وخاصة الأمريكيين من أصل أفريقي لم ينته تماماً.
من المألوف أنه عندما تُرتكب جريمة في أمريكا يتم القبض على كل أمريكي من أصل أفريقي بالقرب من مسرح الجريمة ليكون من بين أول المشتبه بهم، وتحتفظ الشرطة بأقسى إجراءاتها عليهم، ولعل أسوأ مثال على ذلك هي حالة جورج فلويد الذي مات مكبل اليدين تحت ركبة ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس في عام 2020.
في تشرين الأول 2021، أظهر استطلاع أجرته وكالات أمريكية أن احتمال سجن الأمريكيين من أصل أفريقي يبلغ 4.8، وهو ضعف احتمال تعرض البيض في الولايات المتحدة للسجن ويعتبر ذلك أعلى بمقدار 12.5 مرة في نيوجيرسي.
وما تجدر الإشارة إليه أنه حتى قبل استقلال الولايات المتحدة، تم شراء عدد كبير من العبيد من إفريقيا للعمل في المزارع الأمريكية، بينما قامت القوات الاستعمارية بذبح السكان الأصليين في أراضيهم، ولم تتحسن الأمور إلا بعد الحرب العالمية الثانية، والتي ساءت مرة أخرى مع تعمق التفاوت الاجتماعي في الولايات المتحدة.
ومن الواضح أيضاً أن الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة يكرهون بعضهم البعض، ويوصمون الآسيويون بأنهم “ناشرو فيروسات”، ويعامل اللاتينيون مثل المتسولين، كما يُشتبه في الأفارقة في ارتكاب كل الجرائم المحتملة.
من هنا، إن ما تحتاجه الولايات المتحدة هو أن تعترف بهوية جميع الجماعات المشتركة كأميركيين، ولكن الطريق أمامهم لا يزال طويلاً ويبدو مليئاً بالصعوبات.