هلع أمني إسرائيلي من احتمال قيام حزب الله بإطلاق أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة
الأرض المحتلة – متابعات
في أعقاب هجوم المُسيّرات التي أطلقها حزب الله لتصوير حقل غاز كريش بالبحر المُتوسّط، وإعلان إسرائيل رسميا اعتراضها، نقل موقع “ولا” الإخباريّ العبريّ اليوم الأحد عن مصادر أمنيّة في دولة الاحتلال إنّ الحادثة هي بمثابة رسالة من الأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله، ولذا يتعيَّن على الجيش الإسرائيليّ رفع درجة التأهب تحسبا لتصعيدٍ جديد، على حدّ تعبيرها.
وأكّد حزب الله السبت أنّه أطلق ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه حقل غاز في البحر المتوسط بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض تلك الطائرات. وقال حزب الله في بيان: “قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كريش للقيام بمهام استطلاعية، وقد أنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية والإشارة إلى اعتراض إسرائيل الطائرات المسيرة.
وقال مصدرٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ إن إسرائيل أسقطت ثلاث طائرات مسيرة معادية غير مسلحة قادمة من لبنان السبت كانت تقترب من منصات الغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية الإسرائيلية، مُضيفا أنّ حزب الله هو الذي أطلق تلك الطائرات.
ونقل محلل الشؤون العسكريّة في موقع “ولا”، أمير بوحبوط، عن مصادره المطلعة في تل أبيب قولها: “صحيح أنّه تمّ بنجاح اعتراض وإسقاط الطائرات بدون طيّار وهي في طريقها لحقل الغاز كريش، ولكن بالمُقابِل فإنّ المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة حصلت على نموذجٍ واضحٍ وجليٍّ حول قدرة حزب الله، وأنّه لن يتخّذ جانب الحياد خلال المفاوضات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود المائيّة.
المُحلل أضاف، نقلا عن مصادر عسكريّة وأمنيّة خاصّة في تل أبيب، أنّ التهديد الحقيقيّ، الذي يقِف أمام هذه المنظومة الإسرائيليّة، باراك، التي تمّ تصنيعها بمشاركة من الهند، يتمثل في قدرتها على معالجة التهديد الأكبر والأخطر وهو صواريخ ياخونت، التي يمتلكها الجيش العربيّ السوريّ وأيضا حزب الله اللبنانيّ، وهذه الصواريخ تنطلق بسرعةٍ كبيرةٍ جدا، ولا تسمح لمُشغِّل المنظومة الإسرائيليّة الوقت لاتخاذ القرار والردّ عليها واعتراضها، على حدّ قول المصادر.
وكشف بوحبوط عن المخاوف التي تسود الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إمكانية قيام حزب الله بإطلاق أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة تجاه حقل غاز كريش وقال إن الطائرات المسيرة قليلة التكلفة مقارنة بصواريخ الاعتراض التي تصل أحيانا لمئات الآلاف من الدولارات، مضيفا أن خطر الطائرات المسيرة المفخخة سيكون موضعي ولن يشكل تهديدا كبيرا على حقل الغاز، لكنه سيؤدي إلى تضعضع شعور العاملين في الحقل بالأمان.
في السياق عينه، نقل الخبير العسكريّ الإسرائيليّ نير دفوري عن مصادره المطلعة في تل أبيب قولها إنّ صواريخ ياخونت تُشكّل أحد أكبر التهديدات على سفن سلاح البحريّة الإسرائيليّ، وخصوصا من سوريّة ومن حزب الله.
وأوضح دفوري، وهو المراسل العسكريّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، أنّه في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة يُشدّدّون على أن صواريخ ياخونت تُهدد سفن سلاح البحريّة الإسرائيليّ التي تُبحر في مياه البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ذلك، فإنّها تُشكّل تهديدا على منصّات التنقيب عن الغاز، الواقعة في ما أسمته المصادر بالمياه الاقتصاديّة الإسرائيليّة، ولفتت أيضا إلى أنّه في حرب لبنان الثانية، صيف العام 2006، أصاب صاروخ موجّه مشابه لصاروخ ياخونت البارجة “أحي حانيت”، وأدّى إلى مقتل أربعة جنود.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الأحد، إن إرسال الطائرات المسيّرة، هو “بيان نوايا من قبل (حزب الله) بتهديد منصة الغاز”. وأضافت: بأنه “يمكن الافتراض أنه من خلال تسلل الطائرات المسيّرة، أن حزب الله كان يعتزم إرسال رسالة تهديد إلى إسرائيل، أو “أنه أراد لاحقا نشر صور تظهر قدرته على إلحاق الضرر”.
وكان حزب الله هدد باللجوء للخيار العسكري في حال استمر كيان الاحتلال في سرقة الغاز اللبناني من حقل كاريش اللبناني، حيث جاء ذلك في أكثر من مناسبة كان آخرها على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وفي هذا الصدد يقول أحمد أبوزهري، الكاتب السياسي الفلسطيني، أن الهجوم بطائرات مسيرة لاستهداف منشآت حيوية وحساسة أحد أهم السيناريوهات التي يتحسب لها الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الطائرات دون طيار بأنواعها المختلفة باتت تشكل الخطر القادم من السماء، منبها إلى أنه جرت محاكاة تدريبات مختلفة في إسرائيل لسيناريو من هذا النوع.
ووفق الكاتب السياسي الفلسطيني فإن فصائل المقاومة عملت بمنهجية لتطوير سلاحها على بساطتها، مقارنة بمنظومة السلاح الإسرائيلي، لكنها نجحت في تطوير بعض الأسلحة التي باتت تشكل عاملا مهما في ميزان الردع على جانبي الحدود.