سفير بيلاروس في دمشق: علاقات الصداقة بين بلدينا وثيقة وتتطوّر باستمرار
أكد سفير جمهورية بيلاروس بدمشق يوري سلوكا أن علاقات الصداقة بين بلاده وسورية عميقة وتتطور باستمرار، وأن أبواب التعاون الثنائي مفتوحة على مختلف الاتجاهات.
وفي حديث له بمناسبة العيد الوطني لبلاده المصادف يوم تحرير بيلاروس من النازية في الثالث من تموز الجاري، قال السفير سلوكا: إن “جمهورية بيلاروس بقيت وستبقى صديقة وفية لسورية والصداقة الحقيقية تظهر وقت المحن”، مشدّداً على أن بيلاروس وسورية سيتجاوزان كل الصعاب التي تحيط بهما ولن يسمحا للغرب بالتدخل في شؤونهما الداخلية.
وأضاف: “نتفهّم الوضع الذي تمرّ به سورية منذ بداية الحرب عليها حتى الآن، وهذا منحنا دافعاً أكبر لتقديم كل المساعدة الممكنة لسورية لتجاوز هذه الظروف حيث يسعى البلدان لتعزيز سبل التعاون بينهما في جميع القطاعات، إلا أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على كلا البلدين منعتنا من الوصول إلى المستوى المطلوب لحجم التبادل التجاري”.
وحول آلية متابعة التعاون القائم بين البلدين، أوضح السفير سلوكا أن الآلية الموجودة بين البلدين هي اللجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني التي عقدت هذا العام دورتها الثامنة في بيلاروس، حيث تم في نهاية الاجتماعات توقيع بروتوكول للتعاون في المجالات كافة، مشيراً إلى أن الوزارات في البلدين تعمل على تنفيذ هذا البروتوكول بما فيها الجانب التعليمي.
وقال: “تم التنسيق مع الجانب السوري حول هذه الآليات وفق حاجاته ومتطلباته، ونحن سنبقى نتعاون مع سورية ونقدم لها الدعم”، مشيراً إلى المساعدات الإنسانية التي تقدّمها بلاده لسورية المتضمنة أدوية ومواد غذائية ومعدات كهربائية ومولدات وشاحنات نقل.
وكشف أنه يتم حالياً التحضير لاستقبال نحو 80 طفلاً سورياً للمشاركة في مخيمات ترفيهية في بيلاروس منتصف آب القادم.
وحول التطوّر الحاصل في بيلاروس أشار السفير إلى أن بلاده ومنذ نيلها الاستقلال تقع ضمن الحصار والضغوط الاقتصادية، ورغم ذلك تمكّنت من الصمود وتأسيس دولة مستقلة ذات سيادة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأنشأت صناعاتٍ متطوّرة منها صناعة الآليات الثقيلة والتكنولوجيا.
وبيّن السفير سلوكا أن بلاده طوّرت خلال السنوات الخمس الأخيرة الاقتصاد الزراعي وحققت الاكتفاء الغذائي ما مكّنها من الصمود في وجه العقوبات الاقتصادية، مؤكداً أن بيلاروس ستبقى دولة سيادية لا تخضع لأي ضغوط أو إملاءات خارجية.
ولفت السفير إلى أن العقوبات شملت الأسمدة التي تنتجها بيلاروس، وتشكّل نسبة 20 بالمئة من الإنتاج العالمي للأسمدة، كما أن إنتاج روسيا من الأسمدة يعادل 40 بالمئة من الإنتاج العالمي، وبناء على ذلك أصبح 60 بالمئة من الإنتاج العالمي للأسمدة خاضعاً للعقوبات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هناك دولاً تمتنع عن استخدام الأسمدة التي تنتجها بيلاروس، هناك بالمقابل دول تريد هذه الأسمدة وهي بحاجة لها لدعم قطاعها الزراعي مثل سورية.
وأوضح أن بلاده تقوم بالتعاون مع روسيا الاتحادية على تأمين حدود البلاد من أي أخطار، ولاسيما بعد تصعيد حلف الناتو على الحدود الغربية والشمالية للبلاد.
وأكد سفير بيلاروس أن بلاده ومنذ بداية الأزمة في أوكرانيا كانت على الدوام تدعو لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها عبر الحوار، واليوم وبعد العملية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس اقترحت بيلاروس أراضيها للقيام بعملية التفاوض بين الطرفين حيث تم عقد ثلاث جولات من المحادثات.
وقال: أوكرانيا دولة جارة وشعبها أخ لنا.. وأيضاً بالنسبة للروس، وليس من السهل رؤية الحرب.. ولكن أمن جمهوريتنا بالدرجة الأولى.. وبالطبع نحن مضطرّون مع شركائنا الروس للتصدي للحملة الغربية الموجّهة ضدنا، فالغرب لا يرغب برؤية بلادنا في سلام وازدهار.. والدولة السورية عانت من الحملة الغربية نفسها ضدها.
وفي ختام حديثه، أكد السفير أن سورية وبيلاروس سيتجاوزان كل الصعاب وأنهما لن يسمحا للغرب بالتدخل بشؤونهما الداخلية أو طريقة عيشهما أو تنمية شعوبهما.. وقال: ليس لدينا خيار آخر إلا التعاون ويجب أن نبقى معاً لأن التاريخ يجبرنا على ذلك.. وبلدانا لديهما تاريخ قديم وعلاقاتنا موجودة على كل المستويات.