القاموس الفيروزي
لم يجد السفير تمام سليمان في كتابه الجديد، الصادر عن دار الشعب لنشر العلوم الإنسانية، بعنوان “القاموس الفيروزي” أجمل من هذه الصفات العلو والرقي والرحابة تعبيراً للدخول إلى عالم فيروز والرحابنة، وإذا كان قد حظي الكثيرون بالكتابة عن هذه العائلة فلن يغني ذلك عن استزادة البحث في عالمهم الكبير الذي تجاوز التصور نحو إبداع غير محدود، وتعوزك المفردات لدى وصف الفن الرحباني بين الرفعة والحرفة، والإيداع والسمو، والنقاء والصفاء، وغير ذلك مما تجترحه القرائح لوصف مدى محبة الناس وتعلقهم بهذا الفن السامي.
وقد بدأ كتابه بالقول: لدى الحديث عن فيروز تأخذك الحيرة في اختيار مبدأ الحديث، فهل تقول فيروز فقط حتى لا تغبن الرحابنة سهمهم؟ أم تقول عاصي وفيروز ثم تستدرك فتقول: ومنصور؟ ثم الياس؟ أم تقول فيروز والرحابنة مجتهداً في إيجاد كلمة واحدة تختصرهم؟ كل ذلك يدور في خلد كل متحدث عنهم.
وعلى غلاف الكتاب جاء: إن فيروز تجاوزت حدود الزمن والجغرافيا لتصبح سفيرة العرب والإنسانية إلى الخلود، ولكن ذلك لا يمنع أصحاب الأرض التي قدمت منها عائلة فيروز العالية والراقية والرحبة أن يفخروا بالقول إن فيروز سورية الأصل، كما لا يمنع أصحاب الأرض التي انتقلت إليها فيروز واكتسبت جنسيتها أن يتغنوا بأنها لبنانية لأنها ولدت في لبنان بعد انتقال أبيها السوري من ماردين للعيش في لبنان، ثم أن يعتز بها العرب كافة بأنها تمثلهم جميعاً لأنها حملت همومهم وشجونهم وفي مقدمتها قضية فلسطين، والأكثر من ذلك أن فيروز أصبحت رمزاً عالمياً لا يضاهيه رمز فني أدبي حاز على هذه المكانة الكبيرة على الأقل في الزمن الحالي.