إخفاقات متلاحقة لسلتنا ووداع مرير لمنتخبنا في تصفيات المونديال
لاتزال إخفاقات كرة السلة السورية حديث الشارع الرياضي الذي بات عنده تحقيق الفوز حلماً لا يلبث أن يتحول إلى كابوس مع كل مشاركة له، وآخر تلك الإخفاقات خروج منتخبنا الوطني للرجال بخفي حنين من تصفيات كأس العالم بعد خسارته أمس أمام إيران في حلب بفارق 35 نقطة ليودع التصفيات بعد فوز البحرين على كازاخستان.
حديث سلتنا لم ولن ينتهي، وسيبقى طالما لم نجد حراكاً شافياً من القيادة الرياضية لوقف المهازل التي رافقت رحلة المنتخب، الأمر الذي دعا كوادر ومحبي سلتنا لطرح العديد من التساؤلات بألم: إلى متى سيبقى سيناريو الخروج الحزين والمخزي يتكرر في مشاركاتنا الخارجية، وتحديداً لمنتخب الرجال؟ وإلى متى سنبقى نغرد خارج سرب المنتخبات الآسيوية المتطورة؟.
منتخبنا اعتمد في النافذة الأخيرة على الحلول الفردية مع أخطاء قاتلة للمدرب، فتلقينا خسارتين أمام البحرين وإيران، ما أحزن الشارع الرياضي الذي حمّل اتحاد السلة والجهاز الفني مسؤولية ما وصلت إليه سلتنا من ترهل.
المنظرون في سلتنا أشبعوا محبي وعشاق اللعبة إبراً مخدرة، وأوهموهم بأن سلتنا بخير، وأنها في طريقها للتأهل لكأس العالم، إلا أنهم لم يتوقعوا السقوط المريع لمنتخبنا، وهم أنفسهم يتحمّلون الخسارات المتلاحقة، وسوء انتقاء اللاعبين، والتدخل بكل شاردة وواردة بالمنتخب حتى وصل الحال لما هو عليه!.
وإذا عدنا للخلف قليلاً نجد أن الاتحاد الحالي جاء بمخالفات تنظيمية من قبل القيادة الرياضية (مع الاحترام الشديد للجميع)، فخلال ما يقارب العام على تشكيل الاتحاد أتحفنا هذا الاتحاد بتغيير ثلاثة مدربين قادوا سلتنا من مدارس مختلفة فكانت الحصيلة تراجعاً وخيبات أمل.
الأمر الآخر هو أن رئيس الاتحاد ظهر متفاخراً بأن المدرب الاسباني الحالي للمنتخب يتقاضى 25 ألف دولار فقط ، وبحسبة بسيطة نجد أنه يتقاضى 100 مليون ليرة، عدا راتب مساعد المدرب اسباني الجنسية، فتأملوا لو تم توزيع رواتب المدرب ومساعده على تأهيل الفئات العمرية الصغيرة لتحسن أداء اللعبة محلياً وخارجياً، إضافة إلى الصرف غير المعقول على المنتخب من مكافآت ورواتب ومعسكرات خارجية، وإقامة بفنادق من خمس نجوم، والتعاقد مع مجنس أمريكي (برواتب خيالية)، ولكن كل ذلك ذهب هباء وأوصل سلتنا إلى الحضيض.
إذاً مشكلة سلتنا هي المعاناة بمختلف الفئات، ولم نعد نرى أو نتابع أية فرحة أو بصمة لفئة عن غيرها (ما عدا سلتنا الأنثوية)، والإخفاقات باتت سمة عامة، فما تعيشه سلتنا بات أمراً محزناً، ويسود الاعتقاد أن السبب الأول والأخير يكمن في عملية اختيار الكادر التدريبي للمنتخبات.
نتائج منتخبنا للرجال وقبله للناشئين والأولمبي تعكس الواقع الحقيقي لسلتنا التي تعاني الكثير من المشاكل الإدارية والفنية، بدءاً من القرارات الارتجالية، مروراً بإبعاد الكفاءات التدريبية، واختيار المدربين حسب العلاقات الشخصية والمحسوبيات، وعدم اختيار أفضل اللاعبين، فما يجري حالياً في أروقة الاتحاد يشير إلى مشاكل كثيرة، حيث يتم الحديث عن إقالة أمين السر بحجج واهية، وقد يكون الشماعة التي سيعلّق عليها الإخفاق الذي رافق المنتخب.
مسألة أخرى لا بد من الإشارة إليها تتمثّل بأنه في عهدة الاتحاد الحالي تمت معاقبة اللعبة عدة مرات من قبل الاتحادين الآسيوي والدولي، وهناك عقوبات مالية نتيجة الإخلال ببعض المعايير المحددة دولياً، والاعتذار عن المشاركة في البطولة الآسيوية للستريت بول 3 × 3 للرجال، فلماذا شكّلنا منتخباً وأطلقنا له معسكراً تدريبياً في حمص إذا كنا سنعتذر.
عماد درويش