كرة اليد تبحث عن اتحاد..!
حمص – نزار جمول
مازالت رياضتنا تختزل كل الألعاب الرياضية بكرتي القدم والسلة، فأصبح الهم والاهتمام في عصر الاحتراف تأمين مستلزمات هاتين اللعبتين على حساب الألعاب الأخرى، وكرة اليد هي إحدى الألعاب المنسية مع أنها تملك كوادر ولاعبين قادرين على المنافسة في البطولات العربية والدولية، ولأن الإهمال بدأ من القيادات في الاتحاد الرياضي واتحاد اللعبة، فقد سرى هذا الإهمال كالنار في الهشيم في معظم الأندية حتى الكبيرة التي كانت تحقق نتائج كالكرامة والطليعة والاتحاد والجيش، فلم تعد تمارسها سوى أندية عددها أقل من أصابع اليد الواحدة.
مؤتمر اللعبة الانتخابي المقرر يوم غد تعقد عليه الآمال لتحسين الواقع وإنهاء حالة الانقسام، وكوادر اللعبة في حمص حالها كحال كل الكوادر تتمنى النجاح للمؤتمر لاختيار اتحاد كفء.
المدرب سامر أبو عبيد أكد لـ “البعث” أن كرة اليد تحتاج اليوم أكثر من قبل للاستقلالية المالية الكاملة بميزانية مخصصة لوضع الخطط والبرامج الفنية من أجل تطويرها، مبيّناً أن مشكلة اللعبة ليست بالأشخاص وإنما بالأنظمة والقوانين التي حان الوقت لتغييرها، فمازالت تعمل بعقلية الماضي، لذا يجب تحديث الكثير من الأنظمة والقوانين لتتماشى مع التطور الكبير بالرياضة، ويجب العمل ضمن خطط وبرامج للنهوض بواقع اللعبة بالابتعاد عن العشوائية، مشدداً على أن اللعبة قادرة بكوادرها أن تصل إلى الطموحات، وكل ما تحتاجه هو الوقت والتقييم المستمر للوصول للهدف المنشود، مع العمل على احتراف اللعبة على مستوى الرجال والسيدات الذي يعد جذوة نجاح اللعبة.
وأوضحت المدربة إيمان سلامة “عضو اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة اليد” أن اللعبة تحتاج إلى فكر متطور، وخطة عمل مدروسة، وتنظيم وإدارة، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بفريق عمل على قلب واحد، وهدفه الأول والأخير النهوض بواقع اللعبة بوجود دعم من المكتب التنفيذي.
وأكدت سلامة أن الاتحاد الجديد يجب أن يملك فكراً متطوراً وعقلية رياضية منفتحة، فكرة اليد قادرة على العودة للمنافسة خارجياً، حيث تملك خامات ولاعبين ومدربين قادرين على الوصول إلى البطولات العربية والدولية شرط أن يكون العمل لهذا الهدف منوطاً بفكر وخطة منظّمة.
واعتبر المدرب وائل فياض أن الأندية الريفية تملك خزاناً بشرياً كبيراً للجنسين، والتجارب موجودة وناجحة في أندية: سلمية ومحردة ودريكيش “إناث فقط”، وبيّن فياض أن الاحتراف هو الحل الأمثل للعبة، ويمكن أن يكون جزئياً في بدايته، ومن ثم الوصول للاحتراف الكامل، لافتاً إلى أن القواعد والاهتمام بها يطوّر اللعبة كاعتماد “الميني هاند بول” مع استحداث مراكز للمنتخبات بالمحافظات دون أن تكون وهمية، وتأهيل المدربين بدورات عالية المستوى.
وكشف المدرب هاني سيد سليمان أن كرة اليد تحتاج تطوير القوانين الناظمة لعملها، حيث اقتصر الاحتراف على لعبتين فقط السلة والقدم، معتبراً أن هذا الأمر أدى إلى جلب أشخاص للإدارات في الأندية غير رياضية وغير مختصة فقط هم من أصحاب رؤوس الأموال ولا يرغبون إلا بالاهتمام باللعبتين المذكورتين، مضيفاً: ما تحتاجه كرة اليد هو احتراف وحماية من قبل المكتب التنفيذي، وتهديد بحل مجلس إدارات الأندية مهما تكن إن كان هناك تقصير تجاهها، وتحتاج بالتوازي مع ذلك لاتحاد ذي شخصية قوية قادر على فرض اللعبة على هذه الإدارات، وعلى المكتب التنفيذي وضعه أمام مسؤولياته، وعدم ترك اللعبة تواجه مصيرها لوحدها.
وبيّن سيد سليمان أن الاستيلاء على صالات تدريب كرة اليد من قبل اتحادات أخرى معيب، وهذا ما حدث في حمص، حيث تم تهديد إدارة الكرامة بأنها ستحل إذا لم يتم تسليم إحدى الصالات لاتحاد السباحة على سبيل المثال، وشدد سيد سليمان على ضرورة التعاون بين كل كوادر اللعبة من أجل عودة عجلتها للصالات بأسرع وقت، وعلى الاتحاد الجديد القادم وضع الخطط الاستراتيجية القريبة والبعيدة، وتقييم كل مرحلة من خلال ما تم إنجازه، مع التأكيد على الاهتمام بالفئات العمرية، وتوسيع قاعدة اللعبة بشكل يضمن استمراريتها، مع دعم الأندية الريفية لتستطيع المشاركة لأنها تملك خزاناً كبيراً من المواهب والخامات والمواصفات البدنية.