وكلاء لسرقة النفط السوري واليمني
ما هو القاسم المشترك بين هذين البلدين في العنوان؟ ولماذا تتم الإضاءة عليه الآن؟ وهل تعدّ هذه المقاربة صحيحة؟.
ما دعانا إلى الحديث عن هذا الأمر هو الإحصائية الخطيرة التي ذكرها وزير النفط في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء مطلع العام، وتحديداً في الذكرى السنوية السابعة للعدوان على اليمن، إذ أكّد أنَّ دول العدوان ومرتزقتها نهبوا على نحو منظّم منذ سنوات، وتحديداً منذ عام 2018 ما لا يقل عن 109 ملايين برميل عبر محافظتي شبوة وحضرموت فقط، في موازاة إصرار من دول العدوان على محاصرة الشعب اليمني ومنع سفن المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة حسب الاتفاقات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة.
ومعلوم أن حكومة هادي المعيّنة من الرياض هي التي تسيطر فعلياً على هذه المحافظات، وهي بالتالي بالإضافة إلى المرتزقة من “داعش” والقاعدة، وكلاء للعدوان السعودي الذي هو بالمحصلة يشنّ عدوانه على اليمن منذ نحو سبع سنوات بإيعاز من المشغّل الأساسي في البيت الأبيض.
وإذا انتقلنا إلى الجزء الآخر من العنوان وهو سورية، نلاحظ أن الأمر لا يختلف كثيراً حيث يتولّى النظام التركي رعاية المجموعات الإرهابية من “داعش” و”النصرة” وغيرها في الشمال ويتخذ من ميليشيا “قسد” العميلة ذريعة للاعتداء على سورية، وذلك للاستمرار في نشر حالة من عدم الاستقرار هناك تساعد المشرف الأساسي على الوضع هناك، وهو الاحتلال الأميركي، على الاستمرار في نهب الثروات السورية في منطقة الجزيرة السورية الغنية، رغم كل ما يحاول النظام التركي نشره من تباين بين الطرفين، ولكنه في المحصلة يؤدّي الدور السعودي ذاته في اليمن، بالوكالة عن واشنطن، ويؤمّن لها سرقة منظمة للنفط “بغض النظر عن القمح” من الشمال السوري.
إذن، المشهد في سورية واليمن متقارب من حيث وقوع الجزء الغني بالنفط من أراضيهما تحت الاحتلال الذي يتّخذ المرتزقة من الأنظمة العميلة والحركات الإرهابية وسيلة لنهب ثروات البلدين على اختلاف الأسلوب، حيث يقوم بالسرقة من سورية بشكل مباشر لعدم ثقته بالنظام التركي، ولأن “قسد” العميلة تغطي هذه العملية، بينما يسرق النفط والغاز اليمنيين عبر النظام السعودي الذي يؤدّي دوراً وظيفياً في هذا الجانب.
ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة للنفط السوري الذي تتم سرقته عبر الاحتلال الأمريكي في الشمال السوري، إلا أن الأرقام تبدو متقاربة إلى حدّ ما بالقياس إلى طبيعة المستفيد النهائي من هذه السرقة، وهو الكاوبوي الأمريكي الذي أنشأ إمبراطوريّته عبر سرقة أموال وثروات سكان البلاد الأصليين الذين شنّ حروب إبادة عليهم وقتل منهم عشرات الملايين.
وبالمحصلة، هناك حاجة لردع الوكيل الإقليمي للاحتلال الأمريكي، وليس فقط المرتزقة من الجماعات الإرهابية، لأنه لا قدرة للاحتلال الأمريكي ولا للمرتزقة على البقاء إذا استمرّ الوكلاء الإقليميون في تأمين الأرضية.
طلال ياسر الزعبي