رياضةصحيفة البعث

رحلة متوسطية مميزة لرياضتنا.. وملاحظات بعهدة المكتب التنفيذي

يسدل الستار مساء اليوم على منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط التاسعة عشرة التي استضافتها مدينة وهران الجزائرية على مدى نحو عشرة أيام، رياضتنا في مشاركتها في الدورة استطاعت تحقيق حصيلة مميزة من الميداليات بلغت أربع ذهبيات وثلاث فضيات، ليكون الترتيب الرابع عربياً.

نجاح رياضتنا في تحقيق هذه الحصيلة يعود الفضل الأكبر فيه لمنتخبنا الوطني للفروسية الذي نجح في التتويج بذهبية الفرق، كما استطاع فارسنا أحمد حمشو الظفر بذهبية الفردي، وحقق فارسنا الآخر شادي غريّب فضية الفردي أيضاً.

النتائج الرائعة للفروسية جاءت بفضل الدعم الكبير من الرئيس الفخري للاتحاد العربي السوري للفروسية الفارسة منال الأسد واهتمامها الاستثنائي، ليتجسّد في الدورة شعار: “الفروسية السورية مستمرة” قولاً وفعلاً، وبالتالي تواصلت إنجازات اللعبة التي تبصم في كل مشاركاتها الخارجية.

ذهبية الملاكمة التي أحرزها البطل أحمد غصون في وزن 75 كغ يمكن اعتبارها تأكيداً لتفوقه على الساحة المتوسطية، حيث حافظ على الذهبية التي حققها في دورة تاراغونا الاسبانية عام 2018، ليحقق الأصعب بالحفاظ على القمة بعد الوصول إليها.

وكما كان متوقعاً، نجح رباعنا الأولمبي معن أسعد بتحقيق ذهبية النتر في رفع الأثقال لوزن +102 كغ محطماً الرقم المتوسطي بوزن بلغ 247 كغ، فيما اكتفى بفضية الخطف التي كان ينتظر أن يحقق فيها الذهبية، لكن وجود اللاعب الجزائري وليد بيداني بطل أفريقيا حال دون ذلك.

أما البطل مجد غزال فظفر بفضية الوثب العالي بعد أن قفز لارتفاع 222 سم رغم أنه يمتلك أرقاماً أفضل من ذلك بكثير، لكن سوء التحضير، وغياب المدرب المختص أديا لتراجع أرقامه التي كانت تؤهله لنيل الذهبية بكل سهولة.

نجاح رياضتنا في الدورة التي أسعدت جميع السوريين يجب ألا ينسي القائمين على المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي أموراً هامة، أولها ضرورة أن تكون المكافأة الفورية حاضرة للاعبين المتوّجين، فهم يستحقون أن تسطّر أسماؤهم في سجلات الأبطال، وأن ينالوا التكريم اللائق.

أما الأمر الأهم فهو وجوب تقييم عمل المكتب التنفيذي ككل، ومعرفة جوانب التقصير التي أدت لغياب أي وجه جديد عن منصات التتويج المتوسطية، بمعنى أننا خلال عامين ونصف من عمر المكتب التنفيذي الحالي لم نجد أي بطل جديد تم تأهيله لينافس على الميداليات المتوسطية، فمعن أسعد وأحمد غصون ومجد غزال أسماء خبيرة وحصيلة عمل المرحلة السابقة!.

طبعاً الكلام عن تقييم عمل المكتب التنفيذي هو الأصح لأن محاسبة اتحادات الألعاب التي شاركت ولم تتوّج أمر فيه من الإجحاف الكثير، خاصة أن بعض الاتحادات “المدللة” تهربت من المشاركة خوفاً من افتضاح نتائجها، بينما تصدت بعض الاتحادات للمهمة بشجاعة وأعطت ما عندها رغم أن ما تم تقديمه من المكتب التنفيذي خلال السنتين الماضيتين غير كاف لإعداد أبطال متوسطيين، ولنا في المعسكرات الخارجية محدودة التوقيت خير دليل، فلن يتم بناء بطل رياضي في شهر أو اثنين حتى وإن كان المعسكر في أكبر الدول وأقواها رياضياً.

تجربة المتوسط كانت امتحاناً هاماً لرياضتنا، لكن الأهم هو ما سيكون بعد الدورة، فالإيجابيات كثيرة ويجب تعزيزها، خاصة دعم الألعاب الفردية التي يجب أن تنال حقها من الدعم، لا أن يكون التقشف مطبقاً عليها، بينما الإسراف موجود على الألعاب الجماعية.

المحرر الرياضي