فوضى العمل وصخب التصريحات جديد رياضتنا
ناصر النجار
لم تكن خسارة منتخبنا بكرة السلة أمام إيران خارج التوقعات، فمن يخسر مع البحرين لا يمكنه الفوز على إيران، لكن أن تكون الخسارة بهذا الفارق الكبير فهو أمر يدل على خراب سلتنا.
كرة السلة مع كرة القدم يسيران على النهج ذاته، لكن كرة السلة تملك محبة القيادة الرياضية، ولها جيش من الإعلاميين (يطبّل ويزمّر) بمناسبة وغير مناسبة، وعندما ظهرت الحقائق انكشف المستور، لكن المشكلة الجديدة التي حاول البعض التغطية فيها على سوء الأداء وعلى تخبط القائمين على السلة هي التصريحات النارية التي اتجهت نحو الجمهور وكأننا نريد من جمهورنا المحب والعاشق أن يصفق لخسارة أليمة ولأداء سيىء ولا يتألم لها ويندب حظه على حضور مباراة محمّلة بكل أنواع الأسى، وهذا أمر مستغرب من مدير المنتخب الذي صب جام غضبه على الجمهور محمّلاً إياه سبب الخسارة، ولو كان هذا الكلام منطقياً ما خسرنا أمام البحرين وقد لقي المنتخب كل المؤازرة والتشجيع والدعم من الجمهور.
هذه التصريحات تدل على قصر نظر في العملية الرياضية وعدم فهم قواعدها، فالجمهور يساعد أي فريق، لكنه لا يتسبب بالخسارة، ولو أنه كان كذلك لخسرت البحرين أمامنا بسبب الجمهور الصاخب المرعب الذي ملأ كل المدرجات، ورقص على أنغام الفوز دون أن يحققه منتخبنا ودون أن يُفرح الجمهور به، من الطبيعي أن يشعر الجمهور بخيبة أمل، وأن يعاتب منتخبه، ولكن لم يكن يوماً ما سبباً في الخسارة.
هذا الصخب في التصريحات لم يكن وليد هذه المباراة، فقد اعتدنا عليه، ودوماً إدارات فرقنا تتفنن بمثل هذه التصريحات لتداري خسارتها، كما حدث بالدوري الكروي والسلوي أكثر من مرة، وآخرها تصريح رئيس نادي الوحدة المستقيل أنور عبد الحي وقد هاجم فيه جمهور الفريق المنافس وكاد أن يشعل أزمة لها أول وليس لها آخر.
كل المشاكل أصبحت تبدأ من القائمين على الأندية وكأنهم يشعلون فتيل أزمة للتغطية على سوء الأداء وعلى التخبط الفني الذي تعيشه فرقهم، وأغلب الشغب الذي حصل في ملاعب كرة القدم وصالات السلة كان المتسبب به إداريون أو لاعبون قبل أن يدخل الجمهور في هذا الصراع.
الفوضى نجدها أيضاً في عملية الانتقالات بين الأندية، وكم هو مؤسف عندما نرى بعض اللاعبين تتنازع الأندية عليهم، وكل ناد يعتبرهم من حقه، وفي البحث عن الأسباب فإن الأمر يعود لعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، وعلى ما يبدو أن أنديتنا دخلت من كثرة التبديلات والتغييرات في صفوفها في دوامة الضعف الإداري لعدم وجود كفاءات قادرة على الضبط وعلى تسيير الأندية نحو الاستقرار والتطور والتفوق، وهذا الأمر تدفع ضريبته رياضتنا ثمناً باهظاً لأنها استغنت عن الكفاءات ولجأت إلى غيرهم.