في الظروف الصعبة.. توظيف لقدرات المرأة وبرمجة ما بين العمل والمنزل؟!
دمشق- محرر المحليات
بيّنت مارييت خوري أمين الثقافة والإعلام في الاتحاد العام لنقابات العمال، “رئيسة لجنة المرأة العاملة والطفل المركزية”، أن الظروف الحالية، خاصة الاقتصادية المعيشية أبرزت قدرة المرأة العاملة على احتواء الخلافات العائلية، لاسيما الزوجية منها، والتعامل معها بموضوعية أكثر، وضبط انفعالاتها، وتوظيفها بشكل إيجابي، وأضافت: هي قادرة على تخفيف ذلك الضغط النفسي عندما تتعامل مع أسرتها كفريق عمل متفهم ومتعاون ومبادر، وذلك بعد مقارنتها بمشاكل أكبر ومواقف عديدة تشاهدها أو تتعرّض لها في عملها، ثم إن عملية المشاركة في الإنتاج مع الزوج تشعرها بأنها عنصر فعال، وتقوي من إمكانياتها الذهنية والعقلية، وتمارس جميع الأدوار فترتقي للأداء الإنساني الشامل، ولا تبقى مجرد أنثى تؤدي وظائف بيولوجية، فضلاً عن اهتمامها بمظهرها والتحسين الدائم فيه، ما يكسبها ثقة أكبر بنفسها، كما يكتسب الوقت بالنسبة للمرأة أهمية بحيث يجعلها تبرمج حياتها، وتضع جداول زمنية لكل أعمالها، وهذا ما يجعلها تحقق النجاح في عملها خارج المنزل وداخله، وتتفوق على ربة المنزل في مسألة الانضباط والانتظام.
وأكدت أن الاتحاد العام لنقابات العمال من خلال لجنة المرأة العاملة المركزية عمل على تفعيل دور المرأة العاملة في جميع مواقع العمل، وتنظيم نشاطاتها من خلال إحداث لجان للمرأة العاملة لتتابع بشكل يومي كل القضايا المتعلقة بعمل المرأة، وتفعّل حضورها بما يواكب المتغيرات، ويحقق الأهداف، وتنظيم برنامج الرعاية للنساء العاملات وفق خطة عمل مدروسة تكفل إيصال كافة المساعدات والخدمات لجميع العاملات دون استثناء، ووضع برامج للأنشطة التي تحقق هذا الهدف، بحيث تشمل رعاية أسر الشهداء “النساء والأطفال”، وبهدف دعم دخل الأسرة العاملة أطلق مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة، بالتعاون مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
بدورها الباحثة الاجتماعية رند الصالح أشارت إلى أن تحقيق التوافق والانسجام ما بين العمل داخل المنزل كربة منزل وخارجه يعد من التحديات التي تواجهها المرأة، فهي مسؤولة عن رعاية الأطفال، والاهتمام بشؤون المنزل، بالإضافة إلى ما يتطلبه منها عملها خارج المنزل من المهنية والالتزام، ولكي تستطيع المرأة تحقيق ذلك الانسجام بين العملين لا بد لها من إدارة وتنظيم الوقت، وبالتالي تنهي خلال أوقات العمل كل ما هو مطلوب منها، وتخصص ما بقي من الوقت للقيام بواجباتها المنزلية، فالمرأة تتحمّل عبئاً كبيراً داخل وخارج المنزل، لكن ثقتها بنفسها تجعلها قادرة على تحمّل المسؤولية وفق ترتيب الأولويات.
وأشارت الصالح إلى أن المرأة اليوم لم تعد بحاجة لإثبات فعالية دورها في مجال العمل بعد أن تمكنت من منافسة الرجل، بل تفوقت عليه في الكثير من المواقع الإنتاجية، واستطاعت أن تنهض بكافة الاختصاصات، حيث أصبح العمل بالنسبة لها قضية وجود، إذ يتحدد كيانها من خلاله، وتعبّر فيه عن إرادتها، ويتطلب ذلك الكثير من القدرات والمهارات، فالعمل يحقق للمرأة الاستقلالية، بحيث تصبح قادرة على اتخاذ القرار بشأن قضاياها الاقتصادية والاجتماعية بشكل أفضل، وتعرف كيف تدير المال وتحقق التوازن في عملية الإنفاق، أما اجتماعياً فالعمل يجعل المرأة أكثر قدرة على التكيف وتقبل الاختلاف كونها تتعامل مع شخصيات وأنماط مختلفة، وتتمتع المرأة العاملة بذكاء عاطفي واجتماعي يجعلها قادرة على التحاور مع مختلف الشرائح، خاصة من يختلف عنها في الرأي، وهي تحاور في القضايا الاجتماعية العامة وليست الشخصية أو الفردية، فهي تخوض في مسائل هامة على مستوى المجتمع بشكل عام.