الخارجية الروسية: موسكو أبلغت جاكرتا نيّة الرئيس بوتين المشاركة في “قمة العشرين”
البعث – وكالات:
ربما يكون أكبر فشل وقع فيه حلف شمال الأطلسي “ناتو” منذ تأسيسه، عجزه عن القيام بالتصرّف الأولي الذي يستخدمه عادة ضدّ الخصم، ويتمثل بداية في محاولة شيطنته وعزله دبلوماسياً عن العلاقة مع سائر الدول ذات التأثير في العالم، فقد أثبتت روسيا خلال الأزمة الحالية الممتدّة منذ ما قبل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بزمن بعيد، أنها عصيّة على الغرب في هذا الجانب، حيث سخّر الغرب كل إمكاناته لشيطنتها وتظهير مصطلح “روسوفوبيا”، وصولاً إلى إقناع دول العالم بضرورة الابتعاد عنها، ولكن الأمر حتى في هذا الجانب جاء بنتائج عكسية.
ورغم أن الغرب كان يتوخى مؤخراً إحجام روسيا عن المشاركة في القمم الدولية في محاولة لإظهار انعزالها عمّا يسمّى المجتمع الدولي، ردّاً على العقوبات الغربية المفروضة عليها، إلا أن ردّ فعلها كان دائماً يسحب البساط من تحت أقدام هذا الغرب ويضعه هو نفسه في عزلة عن قضايا العالم.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو أبلغت جاكرتا مبدئياً عن نية الرئيس فلاديمير بوتين المشاركة في قمة مجموعة العشرين.
وقالت الوزارة على موقعها الالكتروني: بالنسبة لقمة مجموعة العشرين في كانون الأول القادم فقد تم تلقي دعوة رسمية من الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو موجهة إلى نظيره الروسي وتم إبلاغ جاكرتا بشكل مبدئي بعزم الرئيس فلاديمير بوتين على المشاركة فيها.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن شكل المشاركة خاضع للتوضيح والتدقيق لاحقاً، وذلك وفقاً لتطوّر الوضع في العالم ومراعاة الوضع الصحي والوبائي في جنوب شرق آسيا.
ومن آسيا أيضاً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فيتنام تعدّ شريكاً مهمّاً بالنسبة لروسيا في إطار رابطة آسيان والعمليات الأخرى في القارة الأوروآسيوية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله اليوم خلال لقائه نظيره الفيتنامي “بوي تان سون” في هانوي: “تعتمد علاقاتنا على التاريخ والنضال المشتركين من أجل العدالة وبتطوّر الوضع الدولي نحتاج من جديد إلى توحيد الجهود من أجل حماية القانون الدولي ومبدأ المساواة السيادية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
بدوره أعلن بوي أن التطوير التدريجي للعلاقات مع روسيا يعدّ أولوية بالنسبة لفيتنام، وأن القرار حول رفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يتفق مع مصالح شعبي البلدين، وقال بوي: “أريد التأكيد أن روسيا ستبقى دائماً أهم شريك وأولوية رئيسية في سياسة بلادنا ونحن على قناعة تامة بأن المستوى العالي من الثقة السياسية والاهتمام طويل الأمد بتطوير علاقاتنا سيستمر في التعزيز”.
من جهة ثانية، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف فكرة إنشاء محاكم ضد روسيا بالسخيفة وتهدّد البشرية.
ونقلت وكالة تاس عن ميدفيديف قوله: “إن محاولات إنشاء محاكم للتحقيق في أفعال روسيا ومعاقبة دولة لديها أكبر إمكانات نووية ليست فقط باطلة من الناحية القانونية بل فكرة سخيفة في حدّ ذاتها ومن المحتمل أن تشكّل تهديداً لوجود البشرية”.
وأشار إلى أنه لم يتم إنشاء أي هيئة لإدانة الولايات المتحدة التي أدّت أعمالها العدائية إلى مقتل ملايين الأشخاص حول العالم.