“دكان التحف”.. طيلة أيام العيد على خشبة مسرح القباني
كعادتها في كل عيد تقيم مديرية المسارح والموسيقا- مسرح الطفل والعرائس في وزارة الثقافة تظاهرةَ فرح الطفولة في دمشق والمحافظات السورية طيلة أيام العيد، وفيها سيتمّ تقديم مجموعة من العروض المسرحية على خشبات مسارحنا، نذكر منها “دكان التحف” تأليف محمد الحفري إخراج جمال نصار وسيقدّم على خشبة مسرح القباني.
وبيَّن المخرج جمال نصار في حواره مع “البعث” أن تقديم أي عرض للأطفال في أجواء العيد له نكهة خاصة لتواجد عدد كبير من الجمهور الذي يضفي على العرض حالة خاصة، مشيراً إلى أن “دكان التحف” عرض موجّه لليافعين باعتبار أن هذه الفئة العمرية لا يتوجّه لها الكثير من الأعمال، لذلك كان نصار حريصاً منذ تجربته الإخراجية الأولى “التحفة” أن يتوجّه لها من خلال نصوص توعوية لتحقيق الفائدة والمتعة لهم، مؤكداً أنه يعمل دائماً على مقولة العمل التي تقول إن الإنسان هو أهم شيء ومن الضروري بناؤه بشكل صحيح وربطه بتربة صحيحة، وهو أهم عمل يجب أن نقوم به برأيه لأن الانسان أهم تحفة في العالم، وهو ما أكد عليه في مسرحية “دكان التحف” ضمن حكاية كُتبت بطريقة أدبية جميلة.
النص هو العمود الفقري
وأوضح جمال نصار أنه كمخرج لا بد أن يتدخل في النص دون الإساءة له، إما بالحذف أو الإضافة أو التعديل، خاصة وأن بعض النصوص المسرحية تكون مكتوبة بشكل أدبي من أجل القراءة وليس من أجل عرضها على خشبة المسرح، ولم يخفِ نصار أن هناك صعوبة في إيجاد نصّ مناسب ومتكامل، وهو مؤمن أن النص هو العمود الفقري والحامل الأساسي لنجاح أي عمل فني سواء كان للكبار أو للصغار أو لليافعين، منوهاً بأن نصوصاً كثيرة قد تتضمن أفكاراً جميلة لكنها لا تصلح للمسرح وهو في هذه الحالة وباعتباره لا يملك طاقة للكتابة يحتاج إلى أن يساعده أحد ما في الكتابة ليقدم مسرحية صالحة للعرض، مؤكداً أنه كمخرج يميل إلى الواقعية التي تقوم على تقديم حكاية تشدّ الطفل ليأخذ منها العبرة والفائدة بعيداً عن الأساليب السطحية التي تستعطف جمهور الأطفال، وبعيداً عن استخدام وسائل التكنولوجيا التي غرق بها طفلنا اليوم ليكون النص بحدّ ذاته الموجه له بقيمته الفكرية والأخلاقية ومن خلال لغة عربية فصحى يُعدّ نصار من أهم المدافعين عنها في المسرح، مبيناً أن المباشرة في مسرح الطفل بشكل عام لا يمكن أن يستغنى عنها لأنها ضرورية لتوجيه الطفل نحو فعل الخير وتبنّي القيم الإيجابية.
الإخراج عمل ممتع
يحب الفنان جمال نصار عالم الطفل، ولإيمانه أن البناء يبدأ مع الصغار اتجه كمخرج نحو مسرح الطفل بعد مسيرة طويلة في عالم المسرح، منوهاً بأن الممثل عندما يكون قد عمل لسنوات طويلة على خشبة المسرح تصبح لديه إمكانية تقديم عمل من إخراجه بعد أن يقع اختياره على نص مناسب، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يلعبه الممثل بالتعاون مع المخرج في تقديم اقتراحات وحلول إخراجية ناجحة للعمل، مؤكداً أن الإخراج عمل ممتع جداً وله عالمه الخاص وأدواته التي يجب أن يمتلكها المخرج لإبراز إمكانيات الممثل التي لا يدركها الممثل بحدّ ذاته عن نفسه إلا بفضل المخرج- العين المراقبة التي تضبط الممثل ضمن المقولة الأساسية للعمل عندما يغرد بعيداً عما يريده العمل وبالاتجاه غير المطلوب، مبيناً أنه كممثل وعندما يقوم بالإخراج لا يتدخل نهائياً بطريقة أداء الممثل خوفاً من أن ينقل شخصيته كممثل إليه، لذلك يترك له مساحة كبيرة للتعبير عن نفسه كممثل، ولم ينكر أنه كممثل لديه رغبة عارمة في الوقوف على خشبة المسرح، لكنه يقمع هذه الرغبة عندما يكون مخرجاً لأنه ضد أن يكوم مخرجاً وممثلاً في ذات العرض، ورأى نصار أن أهم ما يتمتع به المسرح هو أن المخرج يحصل على ردة فعل الجمهور مباشرة.
يُذكر أن “دكان التحف” من تمثيل علي القاسم، هزار سليمان، نهاد عاصي، عايد زينو، التأليف الموسيقي أيمن زرقان، غناء نسرين مسلماني وعثمان أبو حمزة، تصميم الديكور والملابس ريم الماغوط، تصميم الإضاءة بسام حميدي، تصميم الإعلان راما بدوي، تصميم المكياج إنجي سلامة، مساعد مخرج عمر فياض، فوتوغراف يوسف بدوي، هندسة الصوت فؤاد عضيمي، تنفيذ الإضاءة عدي حميدي، مدير المنصة هيثم مهاوش، مسؤول الملابس والإكسسوار علي النوري، تنفيذ فني للديكور تيماء الحسين ومحمد الزهيري، تنفيذ فني إكسسوار إياد ديوب.
المسرحية تُعرض يومياً على خشبة مسرح القباني الساعة الخامسة طيلة أيام العيد.
أمينة عباس