جولة الرئيس الأسد في حلب سيمفونية القلوب وإحياء البلد
غالية خوجة
هدية العيد لحلب كانت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد وعائلته لحلب الشهباء التي خاطبها يوماً: “حلب في عيوني”، وهو طبيب العيون العارف بأهمية الرؤية البصرية والرؤية القلبية والعقلية المستقبلية وأهمية انبنائها على الحضارة.
وأزهرت جولته مع السيدة الأولى أسماء الأسد وأولادهما في هذه المدينة عراقة مضافة لعراقة حلب، خصوصاً وأنه أكد على حضور حلب في عيونه وقلبه وعقله، ملفتاً إلى عشقه لها مذ كان طالباً، وإلى أهمية بناء الإنسان والمكان انتصاراً على كل الحرب الظالمة.
وستظل الابتسامة المتبادلة بين الرئيس بشار الأسد وشعبه هي مفتاح “الصول” لسيمفونية إعادة الإعمار والأمل بالعمل.
وكم كان شعور حلب أكثر طمأنينة ومحبة وعطاء مع عيد الأضحى المبارك المختلف هذه المرة، لتكون الزيارة عيد الأعياد، وكم تسابق الأهالي للاقتراب والتقاط الصور، وكم كان حضوره العظيم متواضعاً، شفيفاً، عميقاً، واثقاً، رائياً، مستبصراً، أو ليس هو الرمز الذي نستند إليه لنستمر في الخطوات المؤدية إلى الأمام؟
ولنخطو مسابقين الأزمنة، ترى في المشهد الواقعي كيف خاطبت السيدة أسماء العقول والتأريخ والمستقبل، وماذا تعني القوة الحقيقية التي نفهمها كبناء نوراني عريق ممتد عبْر الأزمنة، وهذا ما أوضحته كلماتها وهي تتحدث عن حلب: عضية.. قوية.. صامدة.. حقيقية.. صريحة، مثل تاريخها وثابتة مثل حجارتها.. راقية مثل فنها، نجاح حلب هو دليل قوة وانتصار.. قوة الناس والبلد.. دليل انتصار المجتمع والإرادة على الدمار والخراب.
وهذا العمق الأزلي من الضوء عبْر العصور هو ذاته الذي عبّر عنه الرئيس الأسد بمحبة لا توصف إلا بكلماته: تتذكرون دائماً عبارتي لأهل حلب، عندما قلت “حلب في عيوني”، ولكن ربما يبدأ الحب في العيون، ربما يبدأ في القلب أو بالعقل، لكن..، هذا في البدايات، أما عندما يتطور ويصل لحالة العشق يصبح جزءاً من الدم.. هذه هي العلاقة التي بيني وبين أهل حلب.
ليتابع وصدى صوته يتردد بين مدينة حلب القديمة ونعابدها وشوارعها: حلب عبر التاريخ مدينة عظيمة.. عظيمة بتاريخها، بعمارتها، وعظيمة بإبداع أهلها وبوطنيتهم، ولأنها عظيمة قرر شعبها أن يصمد ويواجه هذه الحرب، قرر أن ينتصر في المعركة وأن يبني ويعمِّر بعد المعركة. عندما دمروا المساجد ودمروا الكنائس كان الهدف الفصل بين أبناء هذه المدينة وبين إيمانهم وهذا طبعاً مستحيل.. وعندما دمروا المصانع وسرقوها كانوا يعتقدون أنهم سيقتلون الإبداع في حلب.. عندما دمروا الأسواق وخربوا مختلف الخدمات كانوا يعتقدون بأنهم سيقتلون الإيمان بوطنكم وسيقتلون الأمل في قلوبكم، ولكنهم فشلوا.
أضيئت أنوار قلوبنا وحجارتنا وغيومنا بهذه الزيارة سيادة الرئيس، وتمنينا زيارتك لبيوتنا أيضاً، بيتاً بيتاً، لأنك نبضات قلوبنا التي لا تزهر إلا بإشراقاتك المعطرة بالوطن والشرف والإخلاص، وعهدنا أن يكون دمنا هذا الانتماء:
شهيداً جريحاً نضيءُ الأعالي
شفيعاً مسيحاً نبيدُ الأعادي
فإنّـا افتـَتَحْنا بإسمِ الوطنْ
فحَـيّا على زهْرِ هذا الكفنْ
وإنـّا اختـَتَمْنا بإسمِ الشرفْ
فحَـيّا على موتنا بالشغفْ