مهرجانات طرطوس.. الأكل والتسوق علينا والكتاب عليكم!!
طرطوس – وائل علي
هي إشكالية أزلية في السعي لإشباع البطون قبل العقول وقد تبدى ذلك بالتزاحم والإقبال الشديد واللافت الذي شهدته مهرجانات للأكل والتسوق تزامن وقت ومكان إقامتها على كورنيش مدينة طرطوس البحري، في الأيام التي سبقت عطلة العيد فبدا تنافس المنظمين والعارضين على أشده, تجلى ذلك بفنون العرض وجذب الزبائن والزوار والضيوف وتقديم التخفيضات وتسويق المنتجات بأساليب عصرية مبتكرة وفورية بتوظيف إذاعة المهرجان المحلية واستخدام الصوت والصورة والموسيقا الصاخبة وأغاني الشباب الدارجة وتقديم الضيافة المجانية والجوائز والمسابقات والحفلات الغنائية (اللايف) دونما اكتراث لقوة مكبرات الصوت وضجيجها…
بالمقابل بات الزبائن يحترفون لعبة المهرجانات والتعامل معها لأنهم أصبحوا يدركون بعضاً من خفاياها وآلاعيبها – إن صح القول – فكانوا يتنقلون بين المهرجانات وأجنحتها بتناغم لا يخلو من الحرفنة والطرافة..
الأكل أكثر إقبالاً
حقق مهرجان الأكل والتسوق في تجربته الثانية بطرطوس حضوراً جماهيرياً فاق توقعات المنظمين والعارضين، ورغم الأجور التي تقاضاها المنظمون فقد تمكنت لقمة الأكل من استقطاب الكثير من الزوار.
سوق الخير
وهو مهرجان التسوق الثالث الذي أقيم في مكانه المعتاد في أقبية مدينة طرطوس القديمة بذات التوقيت وبرعاية ودعم غرفة التجارة والصناعة بطرطوس. وقد حقق المهرجان حركة معقولة لكن “ربما” كان ينقصها الزخم والتحديث والدعاية والترويج والمشاركات النوعية الجديدة المترافقة مع المزيد من العروض والحسومات.
وحده الكتاب
نعم وحده الكتاب ظل حبيس معرضه الذي ظل حبيس جدران الثقافة بعيدا عن الهواء الطلق لم يجد له زائرا يقصده ويتعمد زيارته واقتناء معروضاته من الكتاب الذي لم يعد يجد له صاحباً في زمن انتصرت فيه لقمة البطون على لقمة العقول – إن صحت المقاربة – رغم الأسعار المعتدلة والحسومات المقدمة.
معرض للكتاب المكشوف
لماذا لا تعمل مديرية ثقافة طرطوس واتحاد الكتاب العرب ودور النشر الخاصة والعامة لتأسيس معرض سنوي في الهواء الطلق يليق بالكتاب يهتم بالعناوين والموضوعات والإصدارات الجديدة، على شاكلة معرض الكتاب المكشوف الذي تشهده دمشق كل عام، فتدعى له دور النشر في الداخل والخارج، ويسخر له الدعم والامكانيات، وتوفر وسائل الدعاية والإعلان المنظم المدروس لإنجاحه وتكريسه، ليكون تقليداً نهتم به وننتظره كل عام كما مهرجانات التسوق والتبضع، إذ ليس بالأكل وحده يحيا الإنسان..؟؟