لماذا الاصرار على استمرار الحرب في أوكرانيا؟
ريا خوري
منذ أن بدأت العملية الخاصة في أوكرانيا، 24 شباط الماضي، والعالم يترقب بقلق وحذر شديدين ما سيكون عليه مستقبل العالم، خاصةً أن عددا كبيرا من القادة الأوروبيين والأمريكيين كانوا غير مدركين لارتدادات مواقفهم، وانعكاساتها السلبية عليهم، وذلك من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية ضد روسيا.
وبعد مضي أربعة أشهر، تتدحرج كرة الثلج، لكن الغرب الأمريكي – الأوروبي لا يزال مصرا على تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى معتقدا أن هذه الصواريخ ستقلب المعادلة، لكن السؤال: هل ستمتنع القوات الأوكرانية عن استخدام تلك الصواريخ عن قصف أهداف داخل الأراضي الروسية؟ جميع المراقبين والمحللين العسكريين يؤكدون أنه إذا اشتدت وطأة الحرب فإن أوكرانيا ستقوم باستعمال الصواريخ ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، وهو ما حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول: “إذا استمر الغرب الأمريكي – الأوروبي بتزويد الجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى، فسيتعين على القوات الروسية ضرب عدد كبير من المنشآت لم تكن قد استهدفتها في السابق”.
من الواضح حتى الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استغلت الحرب الدائرة في أوكرانيا لتعزيز وجودها العسكري في أوروبا، ومنع إنشاء جيش أوروبي، ولهذا ارتفعت حدّة القلق والهواجس في العديد من بلدان القارة الأوروبية نتيجة للتداعيات السلبية للحرب الأوكرانية، وانعكاساتها الكارثية على اقتصاداتها وأمنها القومي والاستراتيجي، وكأن الحرب الأوكرانية قدمت أوروبا بكامل دولها على طبق من ذهب للولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على استثمار تصاعد القلق والخوف الأوروبي من روسيا القوية، لتعزيز نفوذها مجدداً في القارة الأوروبية.