الغارديان: بايدن يأتي لمنطقة تغيرت إلا الموضوع الفلسطيني الذي يتجاهله في رحلته
لندن – تقارير
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها بيثان ماكرنان، عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط التي تبدأ اليوم الأربعاء.
وقالت ماكرنان إن المنطقة تغيرت منذ آخر زيارة لبايدن عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، مضيفة أنه عندما أصبح رئيسا، كان واضحا في تأكيده على أن الشرق الأوسط ليس من أولويات إدارته: أوكرانيا، الصين، الانتخابات النصفية من عدة موضوعات تشغل بال إدارته. ولكنه عندما يهبط في مطار تل أبيب، سيواجه منطقة متغيرة وغير مستقرة كما هو معهود عنها.
وترى الصحيفة أن أهم أولوية لبايدن هي إقناع السعودية بالحاجة لزيادة معدلات إنتاج النفط كي تساعد في استقرار الأسواق العالمية للطاقة، بعد ارتفاع الأسعار نتيجة الحرب في أوكرانيا. وكونه سيسافر مباشرة من تل أبيب إلى جدة، يشير إلى التحول الهام: لقد تحولت إسرائيل من “دولة” منبوذة في المنطقة إلى حليف لعدد من الدول العربية.
وأثناء التحضير لزيارته، جرت عدة تسريبات وصدرت تقارير عن تحالف عسكري إقليمي برعاية الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيلية مع عدد من “جيرانها” لمواجهة إيران. وكانت البحرين والأردن ومصر إضافة للسعودية وقطر قد اجتمع ممثلوها سرا في شرم الشيخ على البحر الأحمر. وفي وقت قللت دول عربية من أهمية الاجتماع أو رفضت التعليق عليه، إلا أن مسؤولين إسرائيليين وقبل يوم واحد من بدء زيارة بايدن، أكدوا على الدور الأمريكي في تعبيد الطريق أمام “التفاعل” بين إسرائيل وشركائها بالمنطقة في الأشهر الأخيرة الماضية، وأشاروا إلى الخطوات العملية والمتدرجة لإقناع السعودية بالتطبيع مع إسرائيل.
وجاء الدفء في العلاقات نتيجة لاتفاقيات إبراهيم التي رعتها إدارة دونالد ترامب بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان. ويُعتقد أن المشاركين في اجتماع شرم الشيخ وافقوا من ناحية المبدأ على المشاركة في تنسيق أنظمة إنذار سريعة، عندما يتم الكشف عن تهديد جوي مزعوم، ومناقشة عمليات اتخاذ قرارات محتملة عندما يتطلب الأمر من قوات دولة اعتراض طائرات مسيرة أو صواريخ باليستية. ومن المفترض إرسال التحذيرات عبر الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر وليس عبر نظام مشاركة البيانات الأمريكي.
وتقول الصحيفة إن البعض يخشى من أن إضفاء الطابع الرسمي على الآلية الأمنية قد يدفع إيران إلى الزاوية، في وقت تحاول واشنطن وطهران إحياء الاتفاقية النووية التي خرج منها ترامب عام 2018.
وحاولت إدارات أمريكية متعددة بناء تحالفات عسكرية بمنطقة الشرق الأوسط، إلا التعاون الجوي الأخير يكشف عن المرة الأولى التي تشترك فيها إسرائيل بخطط كهذه. وقال يوسي ميكيلبرغ، الزميل في معهد تشاتام بلندن: “المثير هو الإجماع على أن السلام مع الفلسطينيين لم يعد أولوية، ربما ليس من بين أهم خمس أولويات، ولهذا السبب، تستطيع الدول العربية الخليجية التعامل مع إسرائيل، لكن في الوقت الذي تم فيه حل القضية الفلسطينية بشكل سلمي، كان كل هذا سيصبح مفتوحا”.
ويضيف: “ربما كانت هذه الترتيبات مجرد كلام بدون جوهر، أو أنها لن تتحقق أبدا، وتظهر أن الفلسطينيين لا يمكن تجاهلهم بالمطلق”.
ويرى غسان الخطيب، المحاضر بالدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، أن “الدول العربية حرة في اتخاذ أي قرار تريده، وإقامة أي علاقات تريدها، ومع أي طرف تريد، ولكن يجب ألا يكون هذا على حساب الموقف المبدئي ضد الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفا: “توقعاتنا من رحلة بايدن متدنية، فلدى الإدارة الحالية خطاب مختلف، ومن الناحية العملية، لم تتحرك عن موقف الحكومة السابقة، وهو أمر مخيب وليس مثيرا للدهشة، وأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على الرف حتى عندما يزور بايدن المنطقة”.