صباح النّصر
مريم كدر
بلج الصّباح جلا السّواد بنورِهِ
فعلى ضفافِ الفجرِ زهرٌ أنضرُ
عن نصرنا تحكي اللّيالي سيرةً
فالكتب تروي و اليراعُ يسطّرُ
نحن الأشاوسُ لا نهابُ منيَّةً
و قناتنا في الحقّ لا تتكسّرُ
سوريّةُ الأحرارِ ملحمةُ الفِدى
ستظلّ في حللِ المفاخرِ تخطرُ
أرضُ الشّموخِ مرابعٌ لبواسلٍ
و ربوعُها بكفاحهم تتأزّرُ
حَلُمَ العدوّ بأن يدنِّسَ أرضَها
و على التّرابِ الحرِّ ينهى و يأمرُ
و يعيثُ في أمِّ الحضارةِ مُفسداً
بشموخِ موقفِها يبيعُ و يتجرُ
لكنّهُ عنها انثنى متخاذلاً
و الوجهُ منهُ بخِزْيِهِ يتعفّرُ
ما كان يعلمُ أنّها محروسةٌ
بفوارسٍ منها تعلّمَ عنترُ
في كلّ طفلٍ لا يزال بمهده
بطلٌ يصيح خسئتَ يا مستعمرُ
و جنودنا في السّاحِ لا ندّاً لهم
بجراحهم روضُ الكرامةِ يزهرُ
تركوا منازلَهم و دفءَ بيوتهم
و تفرقوا في الشّامخاتِ و عسكروا
هجروا الحياةَ نعيمَها و متاعَها
و مضوا إلى دربِ الجهادِ ليظفروا
فالسَّهلُ روَّتهُ الدماء زكيّةً
و الطَّودُ جلَّله اللّهيبُ الأحمرُ
يا قائداً يمشي بنا لخلاصنا
و على دروبِ المجدِ لا يتعثّرُ
يا صاحبَ العقلِ الرّزينِ و حكمةٍ
مثلَ المحيط عبابهُ لا تمْخَرُ
ما أنجبَ التّاريخُ مثلك قائداً
يجثو على أعتابِه الإسكندرُ
لم تحنِ يوماً هامةً لمساومٍ
فثبات موقفك الجهادُ الأكبرُ
سنقولها و الصّوتُ منّا هادرٌ
و على مقولتِنا ستشهدُ أعْصُرُ
لن تعبثوا يا غادرين بموطني
ما دامَ في الأرجاءِ أُسْدٌ تزأرُ