عدنان الحايك.. عازف الكمان الذي رافق كبار المغنين السوريين والعرب
أصبحت الحفلات الموسيقية محوراً أساسياً ضمن فعاليات معرض الزهور على المدرج الروماني، وقد حقّقت في الدورة الماضية التي انتهت منذ أيام نجاحاً كبيراً على مستوى الأداء والحضور، وتوّجت بأمسية الاختتام بمشاركة عازف الكمان عدنان الحايك الذي أخذ دور الغناء بالصولو، مع مرافقة لثلاثة عازفين على الإيقاع وعازف الأورغ بسام الطباع الذي شارك بأمسيات عدة في معرض الزهور.
ومن المعروف أن عدنان الحايك رافق كبار المغنين العرب والسوريين، منهم وديع الصافي وملحم بركات وسمير يزبك وجورج وسوف وصباح فخري وميادة حناوي، وأطلق عليه “الذهب العتيق”، وأهدى نجاحه إلى سورية، وشكر الجمهور الكبير الذي أخذ دور الكورال المؤلف من أربعة آلاف شخص تقريباً ردّدوا معه أجمل أغنيات الزمن الجميل إضافة إلى الأغنيات الوطنية.
وقد أوضح في حديث لـ “البعث” أن أمسية الاختتام هي الأمسية الثانية له في معرض الزهور هذا العام بعد أمسيته الأولى التي قدّمها في الرابع من تموز الجاري، وتميّزت بعدد الحضور الكبير الذي فاق التوقعات وتجاوز الأمكنة في المدرّج الروماني، فاضطر بعض الحاضرين إلى الوقوف طيلة الأمسية، التي خُصّص أغلبها للعندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، فبدأت بـ “أحلف بسماها وبترابها” وتوقف عند الشمس فاستبدل العربية بالسورية، وهذا كان له وقع على الجمهور، ثم عزف مجموعة من أجمل أغنياته منها، “جانا الهوى وأسمر يا اسمراني وزي الهوى وموعود ورائعته قارئة الفنجان”، وبناءً على رغبة الجمهور عزف “دارت الأيام” لأم كلثوم و”أنا بعشقك” لميادة حناوي، و”مافي ورد” للموسيقار ملحم بركات وغيرها، والختام كان مع الشام بأغنية “هي هي ياشام” وتمّ تكريمه لنجاحها من قبل ملتقى الشام الثقافي العالمي ومجلة نجوم سورية، وتابعتها مجلة الأخبار المصرية الورقية والمتلفزة.
صولو الموسيقا الآلية
وعقّب حول توجّهه بالسنوات الأخيرة لعزف الموسيقا الآلية كصوليست: إن كلّ مطرب يلازمه عدد من العازفين، فبعد أن قلّت حفلات صباح فخري وميادة حناوي وعصمت رشيد وغيرهم، ومن ثم بدأت الحرب الإرهابية على سورية، اتجهت إلى تعليم الموسيقا وعزف الموسيقا الآلية فقط، وبدأت من المراكز الثقافية، فقدّمت أربعين أمسية ضمن فعاليات المخرج المسرحي باسل هاشم منذ عام 2014 حتى الآن، وكلها مجانية طوعية، وكنتُ أدفع لعازفي الإيقاع وأحضر معي أجهزة صوت لدعم الفعاليات في الوقت الذي كنّا فيه نحارب بالموسيقا إلى جانب الجيش العربي السوري، فكانت موسيقانا أقوى من رصاصهم، فعزفت مع الكورال أجمل الأغنيات الوطنية “سورية ياحبيبتي، وبكتب اسمك يابلادي، ويمر بي طيفها.. وغيرها”، وكل نجاحاتي أهديتها لوطني سورية.
أما عن تجربته بالتلحين فأجاب بأنه لم يلحن لأحد من المطربين، إلا أنه لحن بعض الأغنيات الوطنية الخاصة لطلابه في مدرسة إيلاف، فأرسلت له إعلامية من الجزائر كلمات أغنية وطنية لحنها، ومن المتوقع أن يتابع مشروعه بالتلحين، إلى جانب تدريس الموسيقا لطلابه ولذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن لمس تأثير الموسيقا عليهم.
رحلته مع الموسيقا
وخلال الحديث استحضر عدنان الحايك رحلته مع الموسيقا التي بدأت منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي، ثم تعلّم على آلة الكمان في معهد صلحي الوادي، ومن ثم درس في معهد إعداد المدرسين مادة الموسيقا، وتابع دراسته مع الأستاذ ميشيل عوض فدرس الموسيقا الشرقية ومقاماتها، ومن ثم انتسب إلى نقابة الفنانين وعمل بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وصُنّف بمرتبة عازف ممتاز، وانضم إلى فرقة صبحي جارور وفرقة أمين خياط ورافق المطربة ميادة حناوي عشر سنوات متواصلة بعزف أجمل الألحان.
شجن وعتب
وأنهى حديثه بشيء من الشجن والعتب لعدم تكريمه من قبل وزارة الثقافة وعدم توجيه دعوة له للعزف على مسرح الأوبرا، إذ طالب جمهوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتكريمه، ولاسيما أنه حاصل على الدكتوراه الفخرية من الأمم المتحدة وسفير الفن في مصر، كما حصل على شهادة فخرية من اتحاد المبدعين من المغرب والجزائر- كما ذكر.
ملده شويكاني