لجنة تحقيق لمتابعة تداعيات مطمر قاسية للنفايات باللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
أثارت النواتج والآثار البيئية المستجدة على القرى والمزارع المجاورة لمطمر قاسية للنفايات الصلبة مخاوف أهالي هذه القرى بعد مضي عدة أشهر على وضع المكب الجديد في الخدمة وبدء رمي النفايات فيه، وبات المكبّ موضع جدل من المتضررين والمعنيين والمختصين حول مدى تحقيق الشروط البيئية في المطمر على إثر تسرب العصارة من نواتج الرمي وانبعاث روائح مزعجة وكريهة باتجاه المنازل والتجمعات السكنية في المنطقة المذكورة.
وأوضح عضو مجلس محافظة اللاذقية المحامي دريد مرتكوش أنه تم تشكيل لجنة تحقيق من خلال المجلس حول مكب قاسية للنفايات والتسريبات القائمة بين الأحياء السكنية والروائح والتدقيق في آلية التعاقد ومدى صحتها ومدى نسبة تنفيذ العقد وكيفية وضع المكب في الخدمة قبل انتهاء الأعمال موضوع العقد.
وأشار عضو المجلس إلى أهمية معالجة هذه القضية التي يعاني منها الأهالي في قرية الشلفاطية والقرى المجاورة المتضررين من تسرب العصارات في مكب قاسية، إذ تم الاطلاع على واقع المكب سيء التنفيذ مما يتسبب بضرر على الصحة ولأرزاق والأملاك والصحة وتمّ التأكيد على مديرية الخدمات الفنية لقطع التسريب من خلال إنشاء أحواض طبيعية لحين التعاقد الفوري على إنشاء أحواض بيتونية تمهيداً لمحطات المعالجة كما تم التأكيد على مديرية الموارد المائية لضخ المياه بشكل مستمر في نهر القش لجرف التلوث والإنتهاء منه، إضافة إلى لحظ سوء تنفيذ ووضعه بعهدة المعنيين في المحافظة.
رئيس دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنيّة المهندس يحيى ياسين بيّن أنه تمّ الانتقال إلى مطمر قاسية للتخلص من الآثار السلبية لمكب البصّة حيث تمّ تجهيز جزء من الخلية الأولى بمساحة ٢٤ دونماً من أصل ١٦ هكتاراً ومدّ شبكة أنابيب العصارة ونقاط الغاز وكان العمل دقيقاً وفق الدراسة المقدّمة، لافتاً إلى أنّ المشروع لم يكتمل كونه بحاجة أحواض لتجميع العصارة والتي تحتاج إلى تنظيم عقود ورصد الاعتماد المالي بالإضافة إلى معمل سماد ومعمل فرز بعد مرور أكثر من خمسة أشهر بدأت العصارة بالتشكل وتبيّن أن شبكة أنابيب العصارة تقوم بدورها بشكل ممتاز.
و أشار ياسين إلى أنه تمّ تجميع العصارة في أحواض ترابية كتيمه ريثما يتم تنفيذ الأحواض البيتونيه، وأضاف أنه خلال الفترة الماضية كانت الأمور جيدة ولكن ما حصل أنّ محافظة اللاذقيه تعرضت خلال الفترة الماضية إلى ما يسمى بإعصار مع هطول مطري شديد ما أدى إلى دمار وتخريب بعض الممتلكات العامة والخاصة وقد تأثر مطمر قاسية بهذا الهطول الشديد الذي أدى الى فيضان العصارة في بعض الأحواض وسرعان ما تمّت معالجة الموضوع مباشرة من خلال حفر جور إضافية لاستيعاب العصارة، وتجدر الإشارة هنا – بحسب ياسين – إلى أن النهر حالياً صاف ٍ و أنه ريثما يتم تنفيذ الأحواض البيتونيه فإن مديرية الخدمات الفنية نقوم بمتابعه الموضوع.
بدوره عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع البيئة الدكتور أمير اسماعيل أوضح أن مطمر قاسية استأثر خلال الفترة الماضية بدراسات وشهادات بيئية من أكاديميين اختصاصيين من جامعة تشرين وشركة الدراسات ومنظمات مختصة بالشأن البيئي وأكدوا جاهزية المكبّ وعلى ضوء هذه الشهادات فقد تمّ نقل المكبّ من موقع البصّة إلى موقع قاسية للتخلص من ظاهرة حرق النفايات ونبّاشي القمامة وانبعاث الأدخنة و الروائح الكريهة بشكل كثيف من مكب البصة يومياً ووصولها إلى معظم أرجاء مدينة اللاذقية وبالتالي تمّ الإسراع بنقل المكبّ إلى موقع قاسية بعد إجماع الاختصاصيين على تحقيقه للشروط البيئية وعلى أثر ذلك تمّ تحويل رمي المخلفات من مدينة اللاذقية والبلديات ورفع مخصصات المحروقات للبلديات لأجل عملية الترحيل والنقل، لافتاً إلى أن عملية الطمر تتم وفق الأسس والمعايير المطلوبة المحددة مع تشدير السيارات المكشوفة التي تنقل القمامة من البلديات وهناك متابعة يومية لواقع المكبّ وشروطه البيئية.