هفوات امتحانية عكرت صفو الجهود الكبيرة.. “والتربية”: كل طالب سيعطى حقه
لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود الكبيرة المبذولة للعاملين في الحقل التربوي، ولاسيما ما يتعلّق بإنجاح الامتحانات والوصول بالنتائج إلى برّ الأمان، إلا أن غمرة العمل والضغط الحاصل من أجل الإسراع بإصدار النتائج، أوقعا أخطاء بشرية وتقنية تسبّبت في رسوب طلاب، وعقوبات بإعطاء علامة الصفر نتيجة التشابه، وذلك وفقاً للتعليمات الناظمة للامتحانات.
“البعث” تابعت بعضاً من تلك الإشكاليات والتي ألحقت الظلم بطلاب متفوقين، إذ وصلت حالة من عشرات الحالات في المحافظات عن قرار بمنح طالب في الشهادة الثانوية علامة الصفر بمادة الرياضيات نتيجة التشابه مع طالب آخر وفق نتائج الاعتراضات المقدمة!.
الأهل أكدوا أن الطالب المذكور ليس في قاعة ابنهم، وذلك بعد أن عادوا إلى بيانات المركز الامتحاني التي كشفت أن الطالبين ليسا في قاعة واحدة، ولاسيما أن الاسمين متباعدان بالحروف الأبجدية، فالأول يبدأ بحرف “الياء” والثاني “الجيم”.
واعتبر الأهل أن مستقبل ولدهم المتفوق في جميع المواد متوقف على إنصافه من المعنيين بوزارة التربية.
مدير الامتحانات في وزارة التربية يونس فاتي أوضح أن اللجنة العامة للامتحانات تقوم بدراسة طلبات الاعتراض، ومن له حق سيحصل عليه.
وبعد توضيح الأمر لمدير الامتحانات بأن الأهل معترضون على نتيجة الاعتراض للأسباب المذكورة سابقاً، دعا فاتي الأهل إلى تقديم طلب اعتراض آخر بالوزارة وسيتمّ دراسته مع الطلبات المقدمة، وفي حال وجود حق للطالب سيعطى هذا الحق، فالوزارة تعمل بكل طاقتها وعامليها من أجل تحقيق العدالة لجميع الطلاب.
ورقة بين القاعات
هذه الحالة تكرّرت في أغلب المحافظات، إذ كشف بعض المراقبين عن وقوع ظلم على طلابٍ، بعد قيام مراقبين بأخذ ورقة لطالب ونقل الأجوبة لطلاب آخرين من القاعة نفسها أو لقاعات أخرى، ليدفع الطالب الجيد ثمن هذه الارتكابات، على ذمة المراقبين.
ولم تكن حالات التشابه المذكورة وحدها من عكرت صفو الامتحانات، بل هناك حالات ضجّت بها صفحات التواصل الاجتماعي من خلال شكاوى طلاب نالوا علامة الصفر في مادة معينة، في الوقت الذي حققوا علامة شبه تامة في باقي المواد، مما أثار حفيظتهم وطالبوا بإنصافهم من خلال تقديم طلبات اعتراض.
ضياع القسائم
وقد علمت “البعث” من مصدر مطّلع في وزارة التربية أن هناك 25 حالة سجلتها الاعتراضات نال فيها الطلاب علامة الصفر نتيجة ضياع القسائم الخاصة بعمليات التنتيج في الوزارة، إذ سُجّلوا غياباً عن تلك المواد، إلا أنه بعد المتابعة الحثيثة من المعنيين في الوزارة بإشراف الوزير شخصياً أعيد الحق لهؤلاء الطلاب بوضع العلامات المستحقة لهم.
وزير التربية الدكتور دارم طباع أكد عدم وجود أخطاء في التصحيح والتنتيج أدّت إلى الحالات التي تمّت معالجتها وتعديل علامتها، إنما الموضوع أن هؤلاء الطلاب سهوا عن كتابة الاسم أو رقم الامتحان.
وبغضّ النظر عن الأسباب فقد تمّ إنصاف الطلاب، ولاسيما أن وزير التربية شدّد على ضرورة توخي الدقة بعملية التصحيح والتنتيج من أجل إعطاء كل طالب حقه وعدم ضياع جهده.
نفير تربوي!
ختاماً ومع الحديث عن الأخطاء الحاصلة، نبّه مختصون تربويون من التسرّع بإصدار النتائج، مما سيؤدي لوقوع أخطاء، فهناك فرق كبير بين السرعة والتسرّع حسب كلامهم، مشيرين إلى ما يحصل حالياً أثناء تصحيح أوراق شهادة التعليم الأساسي والتأخر في إحدى المحافظات وإعلان النفير التربوي لأغلب الكوادر التربوية بغضّ النظر عن الاختصاص من أجل الانتهاء من التصحيح والتنتيج وإصدار النتائج التي كان من المفروض إعلانها في اليومين الماضيين .
علي حسون