ثقافةصحيفة البعث

رندة حلوم: أعمل على إعداد مشروع طفلي عربي مشترك

ثقافة الطفل تحتاج إلى تضافر كلّ المشتغلين في مجال الثقافة التقليدية لصبّ إبداعهم فيها، كيف لا والمستهدف هو الكائن الأحبّ لقلوبنا والمستهدف الأول في تخطيطنا لمستقبل وسلامة الأوطان، فكان لا بدّ من أن يكون بجوار الكاتب والرسام والمخرج العديد من المواهب الأخرى لتعزيز الثقافة ورفدها بكل ما هو جديد وجدير بأن يكمل لبنات البناء لصرح ثقافة أطفالنا، وكانت الدراسات والنقد والإعلام وبقية المهام النبيلة تسلّط الضوء هنا وتنتقد هناك وتعلي شأن مشتغل بالثقافة في زاوية أخرى، وهذا كان مثار حديثنا مع الإعلامية رندة حلوم المختصة بصحافة الطفل والدّراسات عنه.

التفاعل مع الطفل

يحتاج الطفل في الوطن العربي هذه الأيام إلى ثقافة خاصة ونوعية وطريقة مميزة للتعامل معه، وعن هذه الثقافة قالت رندة حلوم:

الطّفل دائماً بحاجة إلى ثقافة خاصة ونوعيّة في أيّ زمان ومكان وطريقة خاصة أيضاً للتعامل، أمّا وقد مرّ على الوطن العربي الكثير في السّنوات الأخيرة من حروب وخراب تحت اسم “ثورات”، توجب على المشتغلين بشأن الطّفل التكثيف والانتقاء فيما يقدّم للطفل من أدب ومن صحافة بكافة أنواعها، وتأهيل كادر واسع الاطلاع على علم نفس طفل الأزمات والطّفل بشكل عام، وأن يتوجّه هذا الكادر من المختصين إلى التّفاعل مع الطّفل على أرض الواقع من خلال تظاهرات ثقافية وإعلامية ذات طابع بهيج لتعزيز التّجربة الإيجابية لدى أطفال اليوم وتحفيزهم على استقصاء الثقافة بتجميلها، فالطفل يحتاج إلى الجذب دائماً.

مسؤولية كبيرة

بالتأكيد هناك فرق بين الكتابة للطفل والكتابة عنه وعن ثقافته، وعن كيفية تعزيز دور الإعلام في حياة أطفالنا، تجيب حلوم:

حتّى نعزّز دور الإعلام في حياة الطّفل يجّب أن نكون جادين في البحث عن الكاتب القيّم والصّحفي المجتهد والرّسام الشّاعر والشاعر الرسام، وأن نبحث بالمجهر عن المواهب الطّفلية ونتبناها ولا نضطرها للبحث عنّا. أما الفرق بين أن نكتب عن الطفل أو للطّفل، هناك فرق كبير، فالجمهور مختلف، عندما تكتب للطفل أنت تخاطب عقله وحواسه ومداركه، أمّا عندما تكتب عنه، فأنت تخاطب المجتمع كاملاً وفي الحالتين المسؤوليّة كبيرة على من يكتب.

طموحات

وعن الطّموحات لدى كتّاب الصحافة الطفلية والدّراسات لتحقيق الأمثل للأطفال ومنتجهم الثّقافي الخاص، أجابت رندة حلوم:

أعتقد أنّ الطّموحات لا تنحصر في عدة أمور، بل هي طموحات كبيرة ومهمّة على قدر أهميّة الفئة الموجّهة إليها، أهمّها بناء طفل منتمٍ إلى هويته، طفل باحث عن المعرفة، طفل انتقائي مبدع فاعل متفاعل، ويكون هذا من خلال  تقديم ما هو متنوع وقيّم وجذاب للطّفل، فيقدم على القراءة كمن يقدم على اللّعب بالبهجة نفسها، وهنا تتحقق الفائدة فقط، وهذا لا يتمّ عشوائيّاً بل للدراسات في علم نفس الطّفل وعلم نفس الطّفل المبدع والطّفل من ذوي الاحتياجات الخاصة  دور مهم جداً وأساسي، ولا يغيب ما للرسم والفن والتّشكيل من دور كبير في تقديم المنتج الثقافي الموجّه للطفل.

الصحافة الموجهة للطفل

هناك خطوات واجب اتخاذها لتعزيز جانب صحافة الطفل في سورية ورفدها بالطاقات الجديدة والمتجددة، وعنها قالت حلوم:

الصّحافة الموجّهة إلى الطّفل في سورية ضمن الإمكانيات القليلة المتاحة أمامها تجتهد لتكون بخير، وهناك مجلات رائدة وعريقة كأسامة وشامة وشام الطفولة والطليعي والمهندس الصّغير، وأعلم أن هذه المجلات بشكل دوري تقيم ورشات تفاعلية، لكن الإشكال الكبير هو ندرة هذه المجلات ورقيّاً، فهي ليست بمتناول شريحة واسعة من الفئة الموجّهة إليها.

أما عن الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز هذا الجانب، فهي خطوات سريعة ضمن سباق مع المستقبل تتوجب على المهتمين بهذا الشأن العمل ضمن مشروع وطني متكامل، لأن الاهتمام بالطّفل على رأس أولويات بناء الوطن، وضرورة التنسيق بين كل الوزارات التي لها علاقة بالطّفولة.

رحلة الكتابة

وعن رحلة رندة حلوم في الكتابة عن الطفل والمحطات الأهم التي وقفت عندها وصقلت لها تجربتها الإعلامية قالت:

رحلتي في الكتابة والإعلام قديمة، ومنذ البدايات أنا أهتمّ في عملي الصّحفي بالفئات العمريّة الصّغيرة، وأعمل على تبنيها وتقديمها للضوء، ومنهم من أصبح له شأن وأنا فخورة بهم جميعاً. والآن أسعى من خلال عملي في هذا المجال عربياً إلى الإعداد لمشروع طفلي عربي مشترك يشارك فيه الأطفال المبدعون من كل الوطن العربي.

أما الذي صقل تجربتي فهو القراءات المكثفة في علم نفس الطّفل، وإعداد دراسات في هذا الشأن، وسعة الاطلاع على الفن التشكيلي، وهو من أبجدية خطاب الطّفل في الإعلام، وتجربتي الأهم كانت مع ابنتي الكاتبة الطفلة هيام ضويحي، وأطمح إلى تعميم تجربتي مع هيام مع أطفال آخرين.

كلمة أخيرة

وفي ختام حديثها قالت الإعلامية رندة حلوم:

كلمتي الأخيرة هي عتب على غياب الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، واستبعاد هذه الفئة من الخطاب الثقافي، فمن حقهم أن يحظوا بخطاب مدروس وفق احتياجاتهم الخاصة وبالتنسيق مع اختصاصيين في مجالات متعدّدة.