في اعتراف غير مباشر بالعجز.. أوروبا تبحث عن حلول لأزمة الغاز
البعث – وكالات:
في محاولة بائسة لتعويض النقص الحاصل في إمدادات الغاز على خلفية العقوبات الغربية المفروضة من جانب واحد على سوق الطاقة الروسي، أعلنت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم خلال زيارة إلى أذربيجان، عن توقيع اتفاق مع جمهورية أذربيجان الواقعة في القوقاز، لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأذربيجاني خلال بضعة أعوام.
وقالت فون دير لاين في تغريده في “تويتر”: إنّ “الاتحاد الأوروبي يتحوّل إلى مورّدي طاقة أكثر موثوقية”، مضيفةً: “أنا اليوم في أذربيجان لتوقيع اتفاق جديد، هدفنا مضاعفة عمليات تسليم الغاز الأذربيجاني إلى الاتحاد الأوروبي خلال بضعة أعوام”، وأردفت رئيسة المفوضية الأوروبية: إنّ “هذا البلد سيصبح شريكاً أساسياً لأمن الإمدادات وعلى طريق الحياد المناخي”.
وكان وفد أوروبي زار أذربيجان، في 4 شباط، أي قبل العملية العسكرية الروسية، في إطار الجهود الأوروبية لتنويع عاجل لمصادر الإمداد بالغاز وتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي، مبيّناً أنّ “أذربيجان استجابت للنداء مؤكدةً صدقيّتها، وشكرت حينها المفوّضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون أذربيجان لجهودها الرامية إلى زيادة عمليات تسليم الغاز للاتحاد الأوروبي عبر ممر الغاز الجنوبي المؤلف من 3 أنابيب غاز تربط بين أذربيجان وجورجيا وتركيا واليونان وألبانيا وأخيراً البحر الأدرياتيكي وصولاً إلى إيطاليا. وقد انتهى بناء شبكة الأنابيب عام 2020.
وبدأت باكو أواخر عام 2021 باستخدام هذه الشبكة لإرسال الغاز إلى أوروبا من حقل “شاه دنيز” الضخم.
يشار إلى أنّ مجلة “فورين بوليسي”، قالت منذ أيام: إنّه في حال استمر انقطاع إمدادات الغاز الروسي، فإنّ أوروبا ستواجه “شتاءً قاسياً”، معقبةً بأنّ “الوضع يمكن أن يتفاقم بسبب تعليق الصيانة المجدولة لمشروع نورد ستريم”.
من جهة ثانية، وفي الإطار ذاته الذي تحرّكت فيه المفوضية الأوروبية، ذكرت الحكومة الألمانية اليوم الإثنين، أنّها تعمل على تسليم روسيا توربين غاز لخط أنابيب “نورد ستريم 1” حتى لا يكون “ذريعة” لوقف توريد الغاز.
وقالت المتحدثة باسم وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك: إنّها “لا تستطيع تقديم أي معلومات حول مكان وجود التوربين أو موعد نقله إلى روسيا لأسباب تتعلق بقضايا أمنية”.
وأشارت إلى تصريحات شركة “سيمنز إنرجي” الألمانية للطاقة التي أوضحت أنه “يُجرى بذل كل الجهود لضمان نقل التوربين واستخدامه في أسرع وقت ممكن”.
وحسب تقرير صحفي روسي، أرسلت كندا إلى ألمانيا أمس الأحد، توربين “سيمنز إنرجي” الذي يُستخدم لمحطة “بورتوفايا” الروسية لخط أنابيب الغاز “نورد ستريم1” بعد أن “تمّت صيانته” في كندا.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء اليوم، نقلاً عن صحيفة “كوميرسانت” الروسية، التي استندت في بياناتها إلى مصادر لم تسمّها، أنّه من المتوقع أنّ يصل التوربين إلى روسيا في 24 تموز الجاري، وسيستغرق إعداده في الموقع ثلاثة أو أربعة أيام أخرى.
وكانت شركة الطاقة الروسية “غازبروم” طلبت من “سيمنز إنرجي” إعادة التوربين والإيفاء بعقدها الخاص بصيانته وإصلاحه، والذي يتوقف عليه استمرار تشغيل “نورد ستريم 1”.
وخفّضت “غازبروم” منذ حزيران الماضي، بشكل كبير إمدادات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” في بحر البلطيق، مع خروج توربين “سيمنز إنرجي” لأغراض الصيانة في كندا.
وبسبب العقوبات المفروضة على روسيا، رفضت كندا في البداية إعادة التوربين إلى روسيا، لكنها قرّرت بعد ذلك تسليمه إلى ألمانيا بدلاً من ذلك.
وأعلن عملاق الغاز الروسي “غازبروم”، الأربعاء الماضي، أنّه لا يستطيع التنبّؤ بتطوّر الوضع حول ضمان التشغيل الآمن لمحرّكات “نورد ستريم”، ومحركات التوربينات الغازية في محطة “بورتوفايا” لضغط الغاز، والتي تؤمّن ضخ الغاز على طول الطريق البحري.