معرض فني دائم في السلمية
البعث – نزار جمول
شهدت مدينة سلمية قبل أيام افتتاح معرضها الفني الدائم بمشاركة عدة فنانين تشكيليين ومن نتاجات فنية متنوعةز ويضم هذا المعرض لوحات فنية بعضها تشكيل من قصل سنابل القمح وأخرى حرق على الخشب وبعضها الآخر لوحات فسيفسائية وزيتية إضافة لمنحوتات بالحجر والصلصال وشارك فيه حتى الآن سبعة فنانين.
واعتبر الفنان النحات علي حمود أحد مؤسسي هذا المعرض أن مدينة كسلمية ما زالت تعيش حالة ثقافية يومية تستحق معرضاً شاملاً يضم العديد من فنانيها بمختلف مدارسهم الفنية. وبين حمود أن فكرة افتتاح هذا المعرض ليست وليدة اللحظة لكنها تفاعلت بالتعاون مع الزميل الفنان علي عيد ولترى النور بعد أن أصبحت حقيقة على أرض الواقع وهدفها تطوير الفن التشكيلي من خلال عرض نتاج الفنانين بمعرض موحد.
وأكد حمود أن كل أعماله النحتية التي يعرضها فيه وُلدت من رحم المجتمع وقضاياه اليومية وهموم المواطن والوطن، وتمنى الفنان حمود أن تلقى هذه الفكرة الدعم من الجهات المعنية وخاصة وزارة الثقافة بأن تتبنى هذه الحالة الفنية في مدينة تتنفس الفن والثقافة من أجل إقامة معرض شامل مع توفر الإمكانيات المادية ومشاركة أكبر عدد ممكن من فناني المدينة.
بدوره اعتبر الفنان علي عيد أن هذا المعرض حالة فنية تعكس الوجه الحضاري لمدينة سلمية ويهدف لاستقطاب أشكال فنية متنوعة ومتباينة بأفكارها، مبيناً أن مجرد ولادة هذه الفكرة على أرض الواقع هي تشكل نقطة بداية للانطلاق نحو مشروع فني أكبر ليكون حالة فنية متكاملة. وقال إن مشاركته في هذا المعرض تأتي من خلال فن نادر الوجود حيث أن اللوحات التي يشارك فيها مشغولة بدقة متناهية، ويؤكد عيد على أن هذا النوع الفني نادر الوجود في سورية وحتى في الوطن العربي إذ يعتمد على وجود المادة الأولية “قصل سنابل القمح” التي يتم تأمينها من الحقول، وبين عيد أن كل اللوحات التي أنتجها تعتمد بشكل أساسي على مواضيع تلائم تفكيره بصور مستوحاة من لوحات أخرى التي يتم تشكيلها بقصل سنابل القمح وتعتمد على التكنيك والتقنية وتكون خلفية اللوحة من الخشب المضغوط ومغلفة بقطعة قماشية ومن ثم يتم تغليفها بالجلاتين الشفاف، وأكد عيد أن هذه اللوحات تعيش عمراً طويلاً جداً.
وبينت الفنانة غروب الحموي أن هذا المعرض يأتي في وقت يحتاج فيه الفنانين لمثل هذه الأفكار الساحرة فهو يتميز بطابع إنساني ويتضمن قضايا كثيرة تتواجد بداخل كل إنسان ، واعتبرت أن فنها يتأسس على أمور استخلصتها من حياتها وعلاقاتها الاجتماعية فهي تشارك بالمعرض بلوحات بطريقة الحرق على الخشب والألوان على القماش، لكنها تجد نفسها في فن لوحات الحرق على الخشب والتي تتحدث فيها عن الإنسان والرجل والروح والشغف إضافة للإحساس الموجود داخل كل رجل تجاه الأنثى فقد رسمت الأنثى الموجودة بداخل كل رجل.
الفنان عمار القصير أكد أن فكرة المعرض استهوته، فهي فكرة رائعة لخلاص الفنان من عقدة المشاركة بالمعارض لأنها تجمع الكثير من الفنانين بمعرض موحد فهو يهدف للتمازج بين كل المدارس الفنية، وبين أن مشاركته في هذا المعرض كانت للوحات تم رسمها بالطريقة الفسيفسائية الخاصة به، وأوضح القصير أن طريقة رسمه جاءت بعد رؤيته لعدة لوحات فسيفسائية تاريخية مدفونة في الأرض لذا راودته فكرة إحياء هذا الفن ولكن بالعمل بطريقته وبشكل جديد محاولاً في لوحاته المزاوجة بين التراث والقيم الجمالية، وهي مستوحاة من خياله ومن بعض اللوحات القديمة، وبين القصير عن طريقته الرسم بهذا النوع الصعب حيث يستعمل مواد بسيطة للوصول لهذا الفن حيث يقوم بالرسم على الخشب بالألوان الزيتية ومن ثم يتم تلوينها بالمربعات القماشية التي لن تفرق عن مربعات الفيسفياء الحقيقي وبمقاسات مختلفة لتظهر اللوحة وكأنها لوحة فسيفسائية حقيقية.