تهاوي شعبية بايدن في معظم الولايات الأمريكية وانتقادات واسعة لسياسته الخارجية
البعث- تقارير:
سقوط متكرر يرافق الرئيس الأمريكي جو بادين منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ساهم في زيادة منتقديه وأعدائه، فمعظم الملفات التي عمل عليها سجّلت فشلاً على المستوى الداخلي والخارجي، ناهيك عن الانتكاسات التي تسبّب بها الدعم الأمريكي للنظام في كييف، ومن هنا جاء تأكيد دوغلاس ماكريغور المستشار السابق في وزارة الدفاع الأمريكية أن الرئيس الأمريكي يخسر الحرب التي يخوضها بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا.
وقال ماكريغور في مقال نشره موقع “بي بي سي ان تي في”: إن “الحصان المفضل الذي يبدو أن بايدن يمتطيه في هذه الحرب وهو حلف شمال الأطلسي “ناتو” بات يلفظ أنفاسه الأخيرة”، موضحاً أن مشكلات دول الحلف الرئيسية تنبع من الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها والتي تعود بشكل أساسي إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على روسيا والتي تهدّد أوروبا بكارثة اقتصادية، وضرب ماكريغور مثالاً على ذلك ألمانيا التي تعدّ أحد أهم دول الاتحاد الأوروبي وتواجه الآن صعوباتٍ كبيرة.
وأوضح ماكريغور أن المستشار الألماني أولاف شولتز يدرك أنه إذا قاد أوروبا في حملة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وإنهاء الحرب ضد رغبة بايدن، فإن دعم الأوروبيين لحلف الناتو ولحرب بايدن الفاشلة مع روسيا سينهار بسرعة، وأضاف: إن السياسة التي تتبعها السلطات الأمريكية خطيرة والشعوب في الولايات المتحدة ودول أوروبا غاضبة بالفعل من غباء وجبن قادتهم.
ويبدو أن القلق بدأ يتملك معظم السياسيين الأمريكيين حول ما يفعله بايدن من سلوكيات سياسية يعتبرها الكثيرون مدمّرة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال السياسي الأمريكي باتريك بوكانان: إن بايدن سيعرّض الولايات المتحدة لخطر مميت في حال قرّر خوض حرب مع روسيا، مشيراً إلى أن مثل هذا القرار لو اتخذ في القرن الماضي لكان سيوصف “بالجنون”، وحذر بوكانان من أنه في هذه الحالة سيتعيّن على الجيش الأمريكي مواجهة دولة كبرى لديها رؤوس نووية وليس هناك من رئيس دولة في الحرب الباردة كان ليُقدِم على مثل هذه الخطوة ويعرّض وجود بلاده للخطر فقط ليدافع عن بلد آخر يبعد آلاف الأميال.
الانتقادات لم تكن حكراً على السياسيين ورجال الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما عبّر عنها المواطنون الأمريكيون العاديون حيث كشف موقع مورنينغ كونسالت الأميركي أن الرضا الشعبي عن أداء الرئيس بايدن انحدر إلى مستوى كبير مع إعلان المستطلعين في 44 من بين 50 ولاية أميركية عن عدم رضاهم عن عمله، وذلك قبل أقل من أربعة أشهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في تشرين الثاني المقبل، وأشار الموقع إلى أن هذه النتائج تشكل أخباراً سيئة لإدارة بايدن وأعضاء حزبه الديمقراطي، ولاسيما أن هذه الولايات تضم ولايات رئيسية تعدّ مفتاحية لإنعاش آمال حزبه في السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.
وفي هذا السياق، أظهرت بيانات استطلاع أجراه الموقع وتم جمعها خلال الربع الثاني من العام الجاري، أن الناخبين في 44 ولاية لا يوافقون على أداء بايدن الوظيفي مقارنة بالربع الأول من العام حيث كانت 40 ولاية ضده، وعلى مدى ثلاثة أشهر انحدر معدل القبول الشعبي لبايدن إلى مستوى جدي في ولاية ألينوي كما انخفض ولأول مرة في فترة رئاسته في العاصمة واشنطن وولايتي رود آيلاند وديلاوير التي طالما اعتبرها موطنه حسب الاستطلاع.
أما الولايات التي كانت قد أثبتت أن تصويتها حيوي وذو أهمية استثنائية بالنسبة لبايدن في الانتخابات الرئاسية، كما تعدّ مضيفاً رئيسياً ومهماً لسباقات التجديد بالنسبة لمجلسي النواب والشيوخ، وهي أريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن فأعرب اثنان فقط من بين كل خمسة ناخبين عن رضاهم عن أداء بايدن الوظيفي كرئيس للدولة، وذلك في تراجع بأرقام مضاعفة عن الربع الأول في هذه الولايات.
ولفت الموقع إلى أن هذه النتائج المخيّبة للآمال جاءت في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة معدّلات تضخّم غير مسبوقة مع إعراب الناخبين ومن بينهم الديمقراطيون عن مخاوف بشأن الكساد الذي يلوح في الأفق تحت نظر هذا الرئيس، وأشار مورنينغ كونسالت إلى أن هذه القضايا التي ربما لا تشكّل تهديداً وجودياً بالنسبة لليبراليين ذوي التعليم العالي، إلا أنها تضر كثيراً بالديمقراطيين المعتدلين والمحافظين الذين أظهرت بيانات الاستطلاع أنهم الأقرب لكونهم من طبقة ذوي الدخل المنخفض وهم أكثر عرضة للتأثر سلباً بالضغوط المالية حتى لو انخفضت أسعار الغاز بالدولار أو تراجع التضخم، وقال الموقع: إن كل هذه الأمور تضع بايدن وحزبه في معضلة ليس فقط مع القاعدة الشعبية الديمقراطية، ولكن مع الناخبين الأميركيين بشكل عام.