من يحسم ملف الأمبيرات..؟
معن الغادري
على الرغم من التحسّن الواضح في التغذية الكهربائية بحلب، وتخفيض ساعات التقنين إلى الحدّ الأدنى بعد وضع المجموعة الخامسة في المحطة الحرارية بالخدمة، ما زال ملف ما يُسمّى بالأمبيرات يتقدّم على باقي الملفات والقضايا المعيشية، بانتظار أن تبادر الجهات المعنية لحسم هذا الملف الشائك، إما بإزالته من خريطة المدينة نهائياً، أو إبقاء الحال على ما هي عليه من فوضى وسلبطة وجشع وابتزاز ومن سوء معاملة من أصحاب ومشغلي المولدات، الذين يصرّون على تجاوز كلّ القرارات الصادرة عن المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، ويمارسون أبشع أنواع الاستغلال لجهة تقاضي أجور مضاعفة وتخفيض ساعات التشغيل، وعدم تعويض الأهالي عن ساعات تشغيل الشبكة!.
وفي الواقع يتخوّف الأهالي من إطالة أمد هذه الأزمة، وتدوير زواياها باتجاهات ومسارات جديدة تخدم مصالح داعمي أصحاب المولدات، إذ لم تلقَ حتى اللحظة كلّ مناشداتهم أي استجابة من قبل المعنيين في المحافظة، بل على العكس زاد الملف تعقيداً وانفلاتاً وبات عبئاً ثقيلاً على المواطنين، إذ وصل سعر الأمبير الواحد أسبوعياً إلى نحو 25 ألف ليرة.
وبعيداً عما يتمّ تداوله عبر صفحات الفيس حول تشكيل لجنة لإعداد دراسة جديدة لملف الأمبيرات، ووجود نيّة بإزالتها بعد تحسّن واقع الشبكة، وهو ما لم يؤكده أي مصدر رسمي حتى الآن، نضع هذا الملف مجدداً بكل تشعباته وخلفياته في عهدة محافظ حلب لإيجاد حلول سريعة تنصف المواطنين وتحميهم من سطوة أصحاب المولدات وداعميهم وشركائهم، كما ينبغي على مديرية كهرباء حلب تبديد مخاوف المواطنين من إمكانية استمرار عمل هذه المولدات، وطمأنتهم بانتظام الشبكة، والإعلان عبر موقعها الرسمي البرنامج الجديد للتقنين في ضوء المعطيات الجديدة وزيادة التغذية، ليسارعوا طواعية لإلغاء هذه الخدمة غير المشروعة. وبموازاة ذلك المطلوب من فرع شركة محروقات حلب أن يكون العامل المؤثر والضاغط لطيّ صفحة هذا الملف إلى غير رجعة، وذلك لتوفير ملايين الليترات من مادة المازوت التي تهدرها محركات المولدات يومياً، وإعادة توجيه هذا الدعم للمواطن ولتقوية ركائز القطاعات الصناعية والزراعية والإنتاجية، بدلاً من تهريب المادة والمتاجرة بها في السوق السوداء، وإثراء البعض ممن يتحكمون في السوق وبمقدرات الوطن والمواطن، فهل سنجد قريباً انفراجاً في هذا الملف، وتعود الأمور في المحافظة إلى نصابها، وتكتمل فرحة أهالي حلب بعودة المحطة الحرارية إلى العمل؟