علاقة في أسوأ حالاتها!!
حسن النابلسي
أن تصل مدة الرسائل إلى أكثر من 120 يوماً.. فهو بحد ذاته فوق التحمل.. فأي أسرة مهما اقتصدت باستعمال الغاز يفترض أن تكفيها الأسطوانة شهرين لا أكثر..!
ونكاد نؤكد جازمين وجود تلاعب ما، وتسهيل انسياب المادة إلى السوق السوداء على حساب المواطن.. ولا بد من معرفة أسباب تأخر الرسائل كل هذه المدة، وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين..!.
اللافت أنه وبعد التأكيدات الرسمية بصحة تواتر وصول عدد من الناقلات النفطية إلى ميناء بانياس، يتكشف أن ثمة خللا ما ينتاب هذا المشهد.. فمدة رسائل الغاز كانت تصل لـ 90 يوماً كحد أقصى قبل “همروجة الانفراجات”، أما الآن فالمدة تتجاوز الـ 120 يوماً، ووزارة النفط تمتنع عن التوضيح، علماً أن المادة متوفرة بالسوق السوداء بأسعار خيالية.. كما يمكن لأي شخص متنفذ الحصول عليها بالسعر النظامي بمجرد اتصال هاتفي مع المعنيين في وزارتي النفط، والتجارة الداخلية.. بينما عامة الشعب لا حول لهم ولا قوة، وما عليهم إلا الامتناع عن الطهي حتى تتكرم الجهات المعنية بالسماح لهم بذلك..!.
لم يعد في جعبتنا من مفردات تصف بدقة ماهية العلاقة بين الحكومة والمواطن والإعلام، والتي أضحت في أسوأ حالاتها.. خارقة بذلك ما يفترض أن تكون عليه علاقة هذه الأطراف لجهة شفافية الأولى بغية وضع الثاني والثالث في صورة حقيقة ما يحدث..!.
لكن ما يحصل أن الجهات المعنية تتقصد الابتعاد عن الإعلام إلا في تسويق ما تعتبره – من وجهة نظرها – إنجازات من قبيل “جولات – ضبوط – تدخل إيجابي”، أما إذا كان الأمر يتعلق بالإشكاليات – وما أكثرها – فسرعان ما تهرب إلى الأمام، وتمتنع عن التوضيح، فاتحة بذلك باب التأويلات على مصراعيه، ليبقى المواطن بالتالي مفتقراً للمعلومة الدقيقة حول أسباب ومسببات معيشته الضنكة، ليمتطى هو الآخر بنهاية المطاف موجة التأويلات ما صَحّ منها وما بَطُل، والمستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي..!
بناء على ما سبق، نصل إلى نتيجة مفادها انعدام الثقة بين الأطراف الثلاث، ولعلّ “همروجة انفراجات حومل الطاقة” خير ما نستشهد به في هذا المقام.. علماً أننا لم نتحدث عن البنزين والمازوت والكهرباء التي لا يزال وضعها أكثر من سيء..!.
hasanla@yahoo.com