الولايات المتحدة بين الصراع السياسي والبطالة والعنف.. هل تنتهي إلى حرب أهلية؟
البعث – تقارير:
أظهر استطلاع للرأي أن معظم الأمريكيين يعارضون ترشح رئيسهم الحالي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن الاستطلاع الذي أجرته جامعة كوينيباك الأمريكية يبيّن أن 71 بالمئة من الأمريكيين ممن أدلوا بآرائهم لا يريدون رؤية بايدن الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها بين المرشحين لمنصب الرئاسة، كما أن 64 بالمئة منهم يرفضون ترشح ترامب مرة أخرى.
وأوضح الاستطلاع أن 54 بالمئة من الأمريكيين الذين يعارضون ترشح بايدن هم من الديمقراطيين و77 بالمئة منهم مستقلون، أما المعارضون لترشح ترامب فينقسمون بنسبة 27 بالمئة من الجمهوريين و68 بالمئة من المستقلين، وقال تيم مالوي المحلل في خدمة أبحاث جامعة كوينيباك: “على الرغم من أن الأغلبية العظمى من الأمريكيين غير متحمسين لرؤية أي من الرئيسين الحالي أو السابق في البيت الأبيض لولاية ثانية، إلا أن الوضع بالنسبة لترامب أفضل بقليل من بايدن الذي خسر على نحو كبير دعم حزبه الديمقراطي، وانخفض التأييد الشعبي لبايدن هذا الأسبوع إلى 36 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ 19 شهراً في البيت الأبيض، في حين أن 59 بالمئة من الأمريكيين عبّروا عن عدم رضاهم عن عمله كرئيس للولايات المتحدة.
وفي سياق منفصل، خفّض الجيش الأميركي توقعاته بشكل كبير بشأن أعداد الشبان الذين سيجري تجنيدهم خلال العامين المقبلين في وقت يواجه فيه وفقاً لكبار جنرالاته تحدياتٍ غير مسبوقة، ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن مسؤولين بالجيش الأميركي قولهم اليوم: “إن أعداد الجنود الأميركيين ستنخفض بمقدار عشرة آلاف جندي عن القوة النهائية المقررة للعام المالي الحالي”، ويتوقع هؤلاء أن تكون آفاق العام المقبل أكثر قتامة.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف مارتن: إنه يتوقع أن يكون إجمالي عدد الجنود الأميركيين 466 ألف جندي هذا العام في انخفاض عن الأرقام المتوقعة التي كانت عند حدود 476 ألفاً، وإن الجيش الأميركي قد ينهي عام 2023 في ظل وجود 445 إلى 452 ألف جندي، لافتاً إلى أن ذلك يعتمد على مدى نجاح عملية التجنيد.
أما في ملف البطالة، فقد ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدّموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي، للأسبوع الثالث على التوالي، مسجّلاً ذروة ثمانية أشهر، ما يشير إلى بعض التباطؤ في سوق العمل مع تشديد السياسة النقدية والأوضاع المالية.
وقالت وزارة العمل الأميركية، اليوم الخميس: إن الطلبات المقدمة لأول مرة للحصول على الإعانات الحكومية قفزت سبعة آلاف إلى 251 ألفاً في الأسبوع المنتهي يوم 16 تموز، ومع انتعاش التوظيف على مدار العام الماضي، تراجعت الطلبات إلى مستوى متدنٍّ قياسي في آذار، وكانت تحوم حول 230 ألفاً منذ حزيران، قبل زيادة الأسبوع السابق إلى أعلى مستوياتها منذ تشرين الثاني، ومع ذلك، فإنها لا تزال دون المستوى الذي يعتقد معظم الاقتصاديين أنه يمثل إشارة تهديد لسوق العمل والاقتصاد على نطاق أوسع.
ووردت تقارير عن تسريح عمالة في قطاعي الإسكان والتصنيع، وهما من القطاعات السريعة التأثر بتحركات سعر الفائدة، وعلى الرغم من فقدان بعض الزخم، لا يزال الطلب على العمالة قوياً إذ توفرت 372 ألف وظيفة في حزيران، وانخفض مؤشر أوسع للبطالة إلى مستوى متدنّ قياسي.
من جهة ثانية، كشف استطلاع رأي في الولايات المتحدة أن أكثر من نصف الأمريكيين يتوقعون اندلاع حرب أهلية في البلاد خلال سنوات قليلة.
وحسب صحيفة “ديلي ميل”، جاء ذلك وفق دراسة أجراها مجموعة من الأكاديميين المرتبطين ببرنامج أبحاث منع العنف في جامعة كاليفورنيا ومركز أبحاث العنف باستخدام الأسلحة النارية.
وكشف الاستطلاع الذي أجري على 8620 بالغاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة عن مستويات مثيرة للقلق من “الاغتراب” و”عدم الثقة” والميل المتزايد إلى اللجوء إلى العنف في البلاد.
وقال أكثر من ثلثي المستطلعين: إنهم يرون “تهديداً خطيراً لديمقراطيتنا”، بينما وافق 50.1% على عبارة تقول: إنه “في السنوات القليلة المقبلة، ستكون هناك حرب أهلية في الولايات المتحدة”.
أكثر من 40% اعتبروا أن وجود زعيم قوي أكثر أهمية من الديمقراطية، وأن “المولودين من البيض يتم استبدالهم بالمهاجرين” وهي نظرية مؤامرة تُعرف باسم “نظرية الاستبدال العظيم” وتقول إن جهات ما تعمل حثيثاً على استبدال البيض بالمهاجرين في الغرب.
ما يقرب من خُمس المستطلعة آراؤهم اعترفوا أنهم سيحملون مسدساً خلال أي توتر سياسي في السنوات المقبلة، بينما قال 4% إنه من المرجّح أن “يطلقوا النار على شخص ما”.