بيسكوف: العلاقات الروسية الأمريكية في وضع لا تحسد عليه
البعث – وكالات:
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: إن موسكو تعدّ التصريحات الأمريكية بشأن إمكانية تصنيف روسيا “كدولة راعية للإرهاب” بسبب الأحداث في أوكرانيا، أمراً سلبياً للغاية.
وقال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم الخميس، تعليقاً على تلك التصريحات: “نقيّم نتائج مثل هذه الخطوة بشكل سلبي للغاية، رغم أنه من ناحية أخرى نجد من الصعب للغاية القيام بشيء قد يؤدّي إلى مزيد من الإضرار بالعلاقات بين روسيا وأمريكا. إنها بالفعل في وضع لا تُحسد عليه”.
وذكرت صحيفة بوليتيكو أمس الأربعاء، نقلاً عن مصادر، أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أبلغت وزير خارجية بلادها أنتوني بلينكين، خلال محادثة هاتفية، بأنه إذا لم تعترف وزارة الخارجية بروسيا كدولة راعية للإرهاب بسبب الأحداث في أوكرانيا، فإن ذلك سيقوم به الكونغرس الأمريكي.
ورفض المتحدثون باسم بلينكين وبيلوسي التعليق على هذه المعلومات.
يذكر أن الكونغرس منح وزير الخارجية الحق في إدراج دول معينة في قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، كما يمكن للمشرّعين اتخاذ مبادرة من شأنها أن تسمح لهم بالقيام بذلك، دون تدخل وزارة الخارجية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد وصفت في وقت سابق المبادرة الأمريكية للاعتراف بروسيا كدولة راعية للإرهاب بأنها “إجراء ذو طبيعة حمقاء”، مؤكدة أنه لن يمرّ دون جواب.
وفي شأن آخر، صرّح بيسكوف، بأن الاتحاد الأوروبي يواصل فرض عقوبات جديدة ضد روسيا بإصرار يحسد عليه، على الرغم من إلحاق هذه العقوبات الضرر بسكانه أنفسهم.
وقال بيسكوف للصحفيين: “يحاول الاتحاد الأوروبي حتى الآن، وبإصرار يحسد عليه، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، إلا أن من الواضح أنه لا توجد عقوبات جعلت الدول تغيّر مواقفها في أي جزء من العالم. لكننا نرى أن الاتحاد الأوروبي يواصل بشكل جنوني المضي بالعقوبات التي تضر بمواطنيه، الذين يبدؤون في المعاناة من هذه العواقب”.
وأشار بيسكوف إلى النهج الأكثر عقلانية للولايات المتحدة الأمريكية، الذي يسمح برفع سريع للعقوبات إذا ما لزم الأمر ذلك، حيث قال: “يجب ألا ننسى أن الأمريكيين أكثر براغماتية في هذا الصدد. وسرعان ما أدخلوا نظام التراخيص، الذي يسمح بالإعفاء من العقوبات، حينما يكون ذلك مناسباً لهم. من ناحية أخرى، لا تسمح البيروقراطية الأوروبية بسبب جمودها بإجراء تعديلات فورية، وهو ما تعاني منه أوروبا. لكن ذلك هو الواقع، ومسار الأحداث الذي اختاره الأوروبيون أنفسهم”.
وقد قال المصرفي الفرنسي، فيليب ويلين، في مقال له بصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية: إن الطبيعة المدمّرة للعقوبات دفعت إلى زيادة غير مسبوقة في أسعار الوقود، ما نجم عنه زيادة إنفاق الأسرة، ومزيد من إفقار المواطنين، على خلفية أزمة العلاقات الاقتصادية مع موسكو، واستناداً إلى حقيقة أن روسيا كانت ولا تزال أهم مورّد لمصادر الطاقة.
وفيما يخص الغاز، أفاد المتحدث بأن جميع الصعوبات التقنية المتعلقة بإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا تنبع من القيود الغربية المفروضة على موسكو.
وقال بيسكوف: “أي صعوبات تقنية مرتبطة تنبع من القيود التي فرضتها الدول الأوروبية نفسها، بتعبير أدق، ليس الدول الأوروبية، ولكن الاتحاد الأوروبي. هذه القيود هي التي لا تسمح بإصلاح معدات الغاز، بما في ذلك التوربينات التي تعمل في محطات الضغط. وهذه القيود هي التي أدّت إلى واقع أن بعض الوحدات لا يمكنها حالياً تلقي الخدمة اللازمة”.
وشدّد المسؤول الروسي على أن هذه القيود هي سبب مشكلات الأوروبيين، بينما شركة “غازبروم” الروسية مستعدة للوفاء بالتزاماتها التعاقدية بالكامل.
وعن أهمية خط الأنابيب “السيل الشمالي-1″، قال بيسكوف: إن الكرملين موافق مع التصريحات الأمريكية التي أشارت إلى أهمية الخط، مضيفاً: إن “السيل الشمالي-1” يعدّ أحد عوامل أمن الطاقة في أوروبا.
واليوم تم استئناف ضخ الغاز عبر المسار “السيل الشمالي-1” بعد أعمال صيانة استمرت نحو 10 أيام، ويتم الضخ بنسبة 40% من طاقة الأنبوب القصوى.
وانخفضت أسعار الغاز في أوروبا، في تعاملات اليوم الخميس، بنسبة 6.5% بعد تقارير أفادت باستئناف ضخ الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب “السيل الشمالي-1”.
وبحلول الساعة 09:40 بتوقيت موسكو، تراجعت العقود الآجلة للغاز لشهر آب المقبل في مركز TTF في هولندا بنسبة 6.5%، إلى 1532 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
وتوقف ضخ الغاز عبر المسار “السيل الشمالي-1” (أنبوب غاز بين روسيا وألمانيا تم مده عبر قاع بحر البلطيق) من 11 وحتى 21 تموز الجاري وذلك بسبب أعمال صيانة دورية.