مجلة البعث الأسبوعية

” ماركيتنغ السمعة ” السورية ؟؟..

د. مهدي دخل الله

ربما تكون الدراما السورية النشاط الوحيد الذي استطاع تسويق الشخصية السورية في الوطن العربي ، بما في ذلك اللهجة والثقافة المجتمعية العامة . أضحت الدراما سفيرنا الوحيد والأهم في مملكة العواطف العربية ، وهي مملكة تحتل ركناً مهماً في وعي الرأي العام العربي …

واليوم هناك علم هام وقائم اسمه « ماركيتنغ السمعة » حيث تصرف الدول والمجموعات والأحزاب أموالاً طائلة من أجل ” الترويج لبضاعتها ” السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية . بل إن علم النفس الاجتماعي والسياسي يخصص جزءاً من اهتماماته لهذا الموضوع على أساس أن ” السمعة ” أهم عامل من عوامل التأثير في « سوق واسعة جداً » اسمها الرأي العام العالمي ..

كانت كازخستان مثالاً مدرسياً حول الاهتمام بماركيتنغ السمعة . بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي خصصت هذه الدولة جهوداً وأموالاً طائلة للحصول على رواج في « سوق السمعة » ، بل إنها أبدعت في الترويج العالمي لنفسها ، ثقافتها ، اقتصادها ، مجتمعها ..

سورية « أكبر بلد صغير في العالم » حسب قول أحد المثقفين الفرنسيين ، فيه من « البضائع » الحضارية والثقافية والتنوع ما يدهش العالم لو أنه وجد هذه ” البضائع ” متوافرة في سوق السمعة العالمي ..

لماذا لا نروِّج علماءنا ، مبدعينا ، منتوجاتنا النوعية إضافة إلى الإرث الحضاري المدهش … اسرائيل « صرعت العالم » بالميركافا ، تركيا بطائرة بيرقدار ، ايران بصواريخها وغواصاتها … أما نحن فلا نسمع عن علمائنا النوعيين في البحوث الدفاعية إلا عندما يغتالهم الإرهابيون ، ولا نعرف منتجاتهم النوعية ، إلا عندما أكد السيد حسن نصر الله حرفياً ذلك حيث قال : « لا تظنوا أن سورية محطة بريد ، لا … الصواريخ التي حررت غزة صناعة سورية ، وكذلك الصواريخ التي حررت جنوب لبنان » وقال : « السعودية منعت أموال الزكاة والصدقة عن غزة ، بينما كان الطعام والشراب – إضافة إلى الصواريخ – كله من سورية » …

طبعاً .. إخونجية حماس كانوا الأقل وفاءً وهذا ديدن « الإخوان المسلمين » في كل مكان . لكن المهم لماذا لا يعرف أي سوري اسم عالم من علمائه ، منتوجاً نوعياً – سورياً من منتجاته ، بينما هو ، والعرب معه ، يحفظون اسماء ممثلي الدراما السورية كما يحفظون اسماء ابنائهن ؟؟..

 

mahdidakhlala@gmail.com