الرمال الكوارتزية …ذهب ابيض وقيمة اقتصادية عالية ..واستعمال في مجالات صناعية متعددة!
البعث الأسبوعية
الرمال الكوارتزية واحدة من الثروات الوطنية التي كانت إلى وقت قريب تهدر دون معرفة أهميتها الحقيقية كمادة أولية لكثير من الصناعات والمنتجات المستخدمة على نطاق واسع في صناعة مواد البناء والصناعات الكيميائية والزراعة وحماية البيئة وتتوفر هذه الرمال إلى جانب الفوسفات والرخام والجص والطف البركاني و الزيوليت والصخور الإسفلتية باحتياطات ونوعيات جيدة مناسبة لإقامة مشاريع استخراجية وصناعية متطورة وجديدة .
ولاشك إن هذه المادة التي تشكل احد أهم منتجات الشركة العامة للفوسفات والمناجم دخلت ضمن سياسة تاطير استثمار الثروات المعدنية والمحافظة عليها ومنع هدرها خاصة أنها من الثروات الهامة ذات القيمة الاقتصادية العالية والتي تدخل في مجالات صناعية متعددة وقد تم اتخاذ خطوات في ترشيد المادة حسب مواصفاتها وبما يتلاءم مع مجالات استخدامها كما تؤكد العديد من القرارات والتعاميم الصادرة من الجهات المعنية على منع تصديرها واستخدامها محليا .
ما هي!
الرمال الكوارتزية عبارة عن مواد رسوبية سيليسية تحوي نسبة عالية من السيليكيا بحجم حبيبات بين (0.1 – 1,0 مم ) يربطها أحيانا ملاط كلسي أو غضاري أو مزيج بينهما وهي ساطعة البياض ويشرف على إنتاجها في سورية الشركة العامة للفوسفات والمناجم التي تنتج حوالي مليون طن سنويا من مقالع الشركة في القريتين حيث يستخدم منها 100الف طن نقي لصناعة الزجاج في حلب ودمشق .
خامات موجودة
المناطق التي تتواجد فيها الرمال الكوارتزية موجودة في منطقة القريتين –القلمون وتشمل مكامن(الرميلة ,الثنايا,السحل ,يبرود ,الخضاريات ,الدعكانة ) وتعود جيولوجيا إلى عمر الميوسين الأسفل وهي رمال نقية غالبا ما تكون بيضاء اللون مع مستويات ملونة تتراوح سماكتها بين /3/م في الكاودان إلى أكثر من /100/م في الرميلة وبمحتوى من السيليكا مابين (94-99%).
كما تتواجد هذه الرمال أيضا في منطقة الزبداني وتشمل مكامن (الروضة ,جبل السقوفة ,زرزر,الدر دار ,جديدة يابوس وتعود إلى عمر الابسيان وبمحتوى من السيليكا مابين (90-98%) كما تتواجد في منطقة البشري وتشمل مكامن (جبل الطبوق ,الرحوم ,وادي الكيار ,وادي الجيري ,البولية ,الشجيري, ناظرة البشري ,وادي اديمة وتتراوح سماكتها مابين /15-60/م بمحتوى من السيليكا مابين (85-98%).
احتياطي كبير
وفيما يخص الاحتياطي المقدر لكميات الرمال الكوارتزية في سورية هناك كميات كبيرة جدا وغير محددة في معظم المواقع ويمكن تقدير كميتها بأكثر من مليار طن وقد بلغت احتياطات المكامن المدروسة في الرميلة 200مليون طن والسحل والمشرفة 10مليون طن وفي الدعكانة 10 مليون طن والخضاريات 45 مليون طن و النبك 10 مليون طن ويتوفر احتياطات كبيرة في منطقة البشري ومناطق أخرى و أفضل أنواع الرمال الكوارتزية تقع في مكمن الرميلة في القريتين و هناك مقلعان شرقي و غربي المقلع الشرقي عبارة عن رمل إنشائي خاص بالبناء حيث يتم بيعه للقطاعين العام و الخاص وقد وصل إنتاجه لغاية الشهر السابع من العام الحالي (781,800 طن ) أما بالنسبة للمقلع الغربي فهو صناعي وتباع الرمال لمعامل الزجاج و السيراميك و البورسلان و للأحجار المقاومة للحرارة ووصل الإنتاج لغاية الشهر السابع /2009 (26,649 طن )وبذلك يبلغ الإنتاج 808449 طن .
مجالات صناعية واسعة
للرمال الكوارتزية استعمالات صناعية عديدة و المؤسسة والشركة نفذت دراسة لتنقية الرمال الكوارتزية من مقالع القريتين لإنتاجه بالمواصفات المناسبة ولكافة الاستخدامات بالتعاون مع جهة عالمية منذ عقدين ويتم استخراج حاليا حوالي /1.4/مليون طن سنويا من المكامن المفتوحة من الرمال الكوارتزية النقية والمشوبة وذلك لتزويد مصانع الزجاج والاسمنت والسيراميك والسكابة ولمختلف الإعمال الإنشائية .
للرمال الكوارتزية في مكامن (الرميلة ,النبك,بعض مكامن البشري )صالحة للاستخدام في صناعة السكابة وتستخدم أيضا رمال مكمن الرميلة لإنتاج الزجاج العادي حيث تصبح الرمال قريبة من الزمرة المعيارية لصناعة الزجاج عالي الجودة بعد معالجتها بالفرز والتصنيف والغسيل كما يتم استخدامها في صناعة الزجاج المائي حيث يستعمل مصهور الزجاج المائي مع كربونات أو كبريتات الصوديوم كمادة لاصقة أو كمرجع قلوي وكوسط محل للسيليكات يدخل في صناعات عديدة منها الصابون ,التعليب ,الأخشاب ,الخيوط النسيجية ,مواد الصقل و الجلخ ,الورق ,الصفائح المعدنية.وتدخل الرمال في صناعات الاسمنت والبورسلان والسيراميك ومواد البناء حيث إن معظم مكامن الرمال صالحة لهذه الاستخدامات .
مستقبل واعد
إن تعدد الاستعمالات الصناعية للرمال الكوارتزية يمنحها أهمية بالغة خاصة في ظل السعي الجاد من اجل إقامة صناعات جديدة متطورة بما فيها الصناعات التي تشكل الرمال الكوارتزية مادة أولية وأساسية فيها كالزجاج ويمكن من خلال المعطيات الرقمية للاحتياطات المكتشفة من الرمال الكوارتزية المقدرة بأكثر من 363 مليون طن قراءة العائدية الاقتصادية التي بالإمكان تحقيقها إذا ما استثمرت هذه الثروة الوطنية بالشكل الأمثل .
