ثالوث المعاناة…؟!
وائل علي
مع تزايد حدّة التقنين الكهربائي، تتزايد حدة الشكوى من شح مياه الشرب والري وصعوبة “نضحها” من الآبار التي تحتاج بطبيعة الحال للكهرباء أو الوقود لتشغيل محطات الضخ والغواطس.
ومع تفاقم هاتين المعضلتين وتزامنه مع صيف قائظ لا زال يعد بتسجيل المزيد من درجات الفهرنهايت المرتفعة غير المسبوقة، برزت بقوة على السطح مشكلة نقص مياه الشرب وتعاظم شكاوى الناس المنتشرة في الأرياف والقرى والمدن المستغيثة من (المي المقطوعة) التي لا تصل إلا لماماً، ما يضطرهم لشراء مياه المقطورات والبيدونات الدوارة التي أقل ما يقال عنها إنها غير مضمونة وبأسعار فلكية!! أضف لذلك نقص مياه الري والسقاية التي تحتاجها زراعاتنا المختلفة وأشجارنا المثمرة التي تعتمد على مياه (السقي) كالحمضيات على سبيل المثال لا الحصر.
إذاً نحن أمام مشكلة مركبة ومتشابكة قوامها نقص المياه وتقنين الكهرباء وتقلص مخصّصات الوقود، فما نحن بفاعلين للحفاظ على نعمة قوله تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي” وحمايتها من التراجع والزوال؟!.
أيعقل أن نتفرج على الكثير من قرانا ومدننا يكاد العطش والظمأ أن يقتلها والماء -لن نقول- كما قال الشاعر على ظهورها محمول، بل يجري في بطون وأجواف آبارها؟!.. وهل يعقل أن نتفرج على جنى وشقا عمر المزارعين والخطط الخمسية والربعية والاثني عشرية وحتى اليومية التي أنفقنا عليها من خزائننا المليارات تتلاشى أمام أعيننا بفعل ثالوث المعاناة: المياه والكهرباء والمازوت؟!.
ألا يستدعي ذلك معالجة التداعيات الخطيرة المحتملة، وتقدم الحلول التكتيكية الإنقاذية الإسعافية، لأن أحداً في هذا العالم المتحول لن يرحمنا أو يعذرنا يوماً إن تقاعسنا أو قصّرنا أو بالغنا في التأمل والتنظير والتفكير ويدنا على خدنا، ونحن نغرق في ضرب الأخماس في الأسداس ولعن الظلام والظروف!!.
Alfenek1961@yahoo.com