سوء التدبير يعصف برياضتنا.. وأزمات ثقافية وأخلاقية تتناهشها
ناصر النجار
لا ندري بماذا يمكن توصيف الواقع الرياضي المتردي الذي نعيشه اليوم، هو هل نتيجة الجهل، أو نتيجة أزمات ثقافية وأخلاقية، كل ما يدور حولنا من حالات ونشاطات وتعليقات وقرارات تدل على هذه الأشياء الثلاثة معاً، فرياضتنا غارقة بالجهل، وهي تعيش أسوأ أزمة ثقافية وأخلاقية بعد أن صارت المصلحة الشخصية هي المسيطرة على كل شيء في الرياضة.
في تنقلات اللاعبين الكرويين (مثلاً) نشعر أننا أمام أزمة أخلاق، فبعض اللاعبين يتعمّدون الكذب ليوقّعوا بالنادي الذي يدفع أكثر، والنتيجة أن بعض اللاعبين وقّعوا لأكثر من ناد بوقت واحد، وهنا تبدأ المفاوضات والاتصالات ليتمكن أحد الأندية من الظفر بخدمات هذا اللاعب السوبر ستار، والحقيقة أن مثل هؤلاء اللاعبين يجب أن يوقفوا عند حدهم بعقوبات قاسية بطلب من الأندية التي احتال اللاعب عليها، والأمثلة معروفة بعدما كُشفت لوسائل الإعلام، وبعضها الآخر مازال طي الكتمان، أيضاً نجد الطرق غير المشروعة التي تمارسها بعض الأندية بالحصول على خدمات بعض اللاعبين تدل على انعدام الأخلاق، والمفترض أن تطرق هذه الأندية الباب الشرعي في تعاقداتها لا أن تتفاوض مع اللاعبين من خارج الأسوار، وهذا الأمر يضعف الثقة بين الأندية واللاعبين، وبين الأندية فيما بينها.
ومن الأزمات الأخلاقية حالات التزوير التي ظهرت في نهائي بطولة الجمهورية للأندية لفئتي الأشبال والناشئين بكرة القدم، وهناك اعتراضات من أندية عديدة قدمت ثبوتياتها، وتنظر لجنة الانضباط في صحة هذه الاعتراضات، وبناء عليه تأجل الدور النهائي لفئة الأشبال الذي سيحسم اللقب حتى الأسبوع القادم ريثما تظهر الحقائق.
إذا ثبتت صحة هذه الاعتراضات أو بعضها فإن المزورين لا يعانون من أزمة جهل بالقوانين فقط، بل يعانون من أزمة أخلاق، لأن التزوير يدل على سوء الخلق، ويهدم مقولة اللعب النظيف، ومعادلة تكافؤ الفرص.
أزمة الجهل نجدها في بطولة الناشئات لكرة القدم التي ستنطلق منتصف الشهر القادم، وهذه، كما سمتها اللجنة الأنثوية، دوري، فكيف يصح أن نطلق لقب دوري على تسعة فرق وزعوا على ثلاث مجموعات، في أحسن الأحوال سيلعب الفريق الواحد مباراتين أو ثلاثاً في يومين، ثم نسدل الستار على هذا الدوري؟.
وأزمة الأخلاق صدرت من المدرب البرازيلي باكيتا الذي نسف باتفاقيته مع اتحاد كرة القدم عرض الحائط، وتعاقد مع أغادير الحسينية المغربي دون أن يقدم أي اعتذار أو يبرر الأسباب، والمدرب البرازيلي يعلم مسبقاً الواقع الكروي عندنا، وأن رواتبه سيقبضهما من الاتحاد الآسيوي من الأموال المجمدة، فهل ابتغى السياحة في سورية، أم أنه سعى إلى العقد الأكثر جاهزية والأفضل؟.
هذا هو ديدن المدربين الأجانب، يبحثون عن الفوائد المالية قبل كل شيء، ولنا بمن سبق باكيتا خير دليل، ولكن نقول: هل أخطأ اتحاد كرة القدم بطرق الباب الصحيح؟.