شائعات القناديل البحرية “مضخمة” ومبالغ فيها
طرطوس – محمد محمود
انتشرت شائعات عدة انتشرت مؤخرا عن أعداد ضخمة من القناديل البحرية غزت شواطئ الساحل السوري قادمة من لبنان لتثير مخاوف السكان والمصطافين في محافظة طرطوس، وبدت الشائعات التي تم تداولها في المحافظة بشكل واسع ذات تأثير ملموس وسلبي على الموسم السياحي في الأسبوع الماضي حيث انخفض عدد رواد البحر بشكل كبير، وبات السؤال عن القناديل البحرية وتواجدها الشغل الشاغل لأي شخص يريد السباحة أو الذهاب للشاطئ.
وأوضح مدير فرع المنطقة الساحلية في الهيئة “السمكية” الدكتور علاء الشيخ أن وجود القناديل البحرية خلال هذه الفترة حالة طبيعية، وهذه القناديل تزور بحرنا كما هي العادة سنويا بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة المياه فيه في شهري تموز وآب، مؤكدا أن شائعات انتشارها بأعداد ضخمة أمر مبالغ فيه ولا داعي للتهويل والتضخيم على صفحات الفيس بوك والانترنت، مبيناً أن الهيئة تتابع سنوياً وعبر لجان بحثية مختصة جولاتها لدراسة هذه الظاهرة وتغيراتها.
القناديل التي شوهدت على شواطئ لبنان وبدأت اعداد منها تصل سواحلنا هي من النوع الرحال، حيث تم تسجيل هذا النوع لأول مرة في سواحلنا عام ١٩٩٥، وهو مهاجر من المحيط الهندي الى سواحل البحر المتوسط، وأوضح الشيخ أن تعرض أعداد السلاحف البحرية للتناقص والموت تسبب بزيادة أعداد القناديل نسبيا حيث تعتبر السلحفاة البحرية أحد أعداء القناديل الطبيعيين، وتتغذى عليه ولكنها أحيانا تأكل الأكياس البلاستيكية ظناً منها أنها قناديل البحر فتتعرض للموت، وأضاف: أن زيادة حرارة البحار في نصف الكرة الشمالي (البحر المتوسط) نتيجة الاحتباس الحراري العالمي جعلها بيئة دافئة ومناسبة لمعيشة انواع القناديل المهاجرة من البحر الاحمر، وأيضا زيادة الملوحة في البحر أيضا نتيجة زيادة حرارة المياه عامل مساعد لهجرة القناديل من البحر الأحمر.
ونصح الشيخ المصطافين على البحر بأنه لا داعي للخوف والسباحة في المسابح البحرية التي تضع شباك لمنع وصول القناديل الى أماكن السباحة المخصصة وأخذ الحيطة وعدم الاقتراب من القناديل.