احتفالية يوم الطفل العالمي بحلب.. “قلوب صغيرة لوطن كبير”
حلب – غالية خوجة
بدأت الاحتفالية المركزية ليوم الطفل العالمي بحلب بحضور د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة بعنوان “قلوب صغيرة لوطن كبير” ترافقها فعاليات موازية في المحافظات السورية ليكون الختام في ريف دمشق 3 آب، يرافقها إطلاق الحملة الوطنية للتعريف بقانون حقوق الطفل .
وتتضمن الاحتفالية فعاليات وأنشطة وورش متنوعة منها تقديم نتاج عمل الأطفال واليافعين والشباب ضمن مشاريع، ومعارض فنية، ورقص وتراث وموسيقا وغناء، وتكريم الأطفال الفائزين بمسابقة وزارة الثقافة مديرية ثقافة الطفل لعام 2021 ومعرض للأعمال الفائزة، ورشة فنون تشكيلية وفنون تراثية، وورشة مسرح خيال الظل.
بناء الوطن من بناء الطفل والإنسان
وعن أهمية محور هذه الاحتفالية، قالت د. مشوح إن إصدار السيد الرئيس بشار الأسد لقانون حقوق الطفل 21 لعام 2021 يعني أن الدولة ملتزمة بنشر ثقافة حماية الطفل من أجل حماية المجتمع والوطن والمستفبل.
وأوضحت د. مشوح أنه سبق الاحتفالية اجتماع مع مدراء الثقافة ومناقشة المشاريع القادمة، وجرى تناول العديد من الأمور، منها فنون الإدارة والتساوي بين الجنسين لتكون البيئة الثقافية مرآة عاكسة لفنون الإدارة والتحولات الممكنة في المرحلة القادمة، ومنها مواصلة دورات محو الأمية في كل مكان، وتشمل السجن المركزي وعمال المصانع، إضافة لمكافحة ظاهرة التسرب من التعليم، من أجل بناء الإنسان والتركيز عليه وتحفيزه لأن بناء الوطن يُبنى ببناء الإنسان، ومنها تعاون جمعية تعليم محو الأمية تعاون مع دائرة تعليم الكبار، واقتراح برامج مختلفة بهذا الخصوص.
وأكدت د. مشوح أن البرنامج سيطبق في كافة المحافظات بعد دراسته إذا كان مناسباً، وشددت على ضرورة دقة البيانات والإحصاءات لأنها أساس لبناء الخطة الاستراتيجية، إلى جانب التوصيات والاقتراحات ومناقشتها وإصدار القرارات.
مسرح خيال الظل منصة للحياة
والملفت أن مسرح خيال الظل الذي سجلته منظمة اليونسكو على لائحتها كموروث إنساني عالمي ـ تراث لا مادي، قدم في صالة تشرين العديد من الفقرات المسرحية للهواة عرضت على عدة شاشات، بعضها باللهجة المحكية المحببة، وبعضها بالفصحى، وكان دور العروض تربوياً وتوجيهياً بأسلوب حياتي معاصر، لتخبر الطفل بتوزيع وقته بين الجد واللعب، ويبتعد عن استعماله للهاتف المتحرك مدة طويلة، ليهتم بالجانب المعرفي والعلمي واليومي.
وحول هذه الورشة، قالت د. مشوح: تبدو المهارات الإبداعية في صناعة الدمى وتحريكها كشخوص متناسبة مع ما تقدمه من نصوص، وتتكامل مع بعدها الثقافي والأدبي والفني والإخراجي والحِرفي، وخيال الظل الذي ساهمت الأمانة السورية العامة في تسجيله في اليونسكو كعنصر تراثي نثق بديمومته وانتشاره والتدريب المستمر عليه، ووزارة الثقافة معنية مع كافة الجهات الثقافية في نشر هذا التراث الإنساني ودعمه لضمان استدامته، وما رأيته اليوم إبداع ناتج عن تضافر جهود الجميع من دكاترة جامعة حلب وفنانين ومخرجين وأطفال ويافعين يقدمون هذه العروض، والكل يتنافس لنجاح هذا العنصر التراثي عاكسين التزامات سورية تجاه منظمة اليونسكو في الحفاظ على التراث المحلي العالمي المادي وغير المادي.
البعد النفسي ثقافي
وبدورها، قالت ملك ياسين مديرة مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة لـ “البعث”: احتفالية الطفل المركزية هي نتاج مشاريع وزارة الثقافة المختلفة، ومنها مهارات الحياة ونغم وقلم وبرامج وأنشطة متنوعة، ليرى الأطفال النتائج، ونحن حريصون على الاستمرارية والمتابعة ولدينا تقييم أولي شهري، وفصلي، خصوصاً في هذه المرحلة الموجبة لدراسة البعد النفسي مع البعد الثقافي خصوصاً لدى الأطفال واليافعين من أجل محو آثار الحرب. البعد الثقافي للمواطَنة بينما رأى عماد جلول مدير عام مديرية المسارح والموسيقا أن اهتمام السيدة وزيرة الثقافة بمدينة حلب هو تركيز على أهمية الشهباء الأصالة والعراقة والتأريخ الموغل بالثقافة والقدم والإبداع في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والفنية والعمرانية، ولأن الحرب تركت آثارها على الإنسان، فلا بد من التوجه إلى محو الأمية لتكون حلب خالية من الأمية، وكذلك مسرح خيال الظل هو حالة إبداعية متجددة وجديدة للطفل وله آثاره الإيجابية، وما أحوجنا إلى أن نكون مرشدين غير مباشرين من خلال الفنون والثقافة لنبني إنسان المستقبل، وهذا ما تساهم به فعاليات هذه الاحتفالية لتأمين التنمية المستدامة لأطفالنا وهو ما يعرف بالبعد الثقافي للمواطَنة الإيجابية والإنسانية.
إيقاعات تشكيلية حلبية عالمية
ثم افتتحت د.مشوح معرض إبداعات حلبية في صالة الأسد للفنون، وهو معرض جماعي مشترك أقامته مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب، وضم أعمالاً متنوعة بين الرومانسية والطبيعية والتجريدية والتشكيلية الحروفية والسوريالية والانطباعية إضافة إلى الغرافيك والنحت.
وقال الفنان خلدون الأحمد: مشاركتي بعمل فني حروفي مستوحى من لغتنا العربية، وحاولت تطويع الحرف تشكيلياً، وعملت عليه بإيقاع لغة الضاد، في معرض يشكل حالة ثقافية جميلة تساهم، أيضاً في انتشار المحبة بين الفنانين الذين يعرضون أعمالهم الجديدة.
وأكدت الكاتبة التشكيلية لوسي مقصود على تميز المعرض من خلال الأعمال المتنوعة المختلفة عن المعارض السابقة، آملة أن تظل المعارض الفنية بهذا النهوض الجمالي الذي يعرض أيضاً لوحات لعلامات فنية منها وحيد مغاربة.